Tuesday, August 11, 2009

هي اذا ...تملكت


ستقول لك في البداية ان حبي لك لن يؤثر علي حريتك ولا علي طريقة حياتك ولا علي اختياراتك ، ستقول لك يكفيني انني احبك وانت تبادلني نفس الشعور ، سأعيش عمري كله لاسعادك وستشعر معي بحياة أفضل ، سأكون لك الواحة التي تأوي اليها من شدة الهجير ، سأكون لك الحضن الذي يحتويك ويشعرك بالأمان ، سأ كون لك كل شيء تتخيله

تشرب من عبق سحرها وتتنفس من نسمات عشقها وترتشف من أريج ودادها ، تحلق في السماء ، تهنيء نفسك بقصة الحب التي ملأت حياتك وجددت أمالك في السعادة ، تشعر انك اسعد أهل الأرض ، لا أحد فيهم يسبح في بحار الهوي مثلما تسبح ، لا أحد فيهم نال هذا العشق وحاز تلك اللحظات الساحرة

تمر الأيام ، تسلم نفسك لها ، تترك قلبك في يديها ، تطمئن الي وعودها ، والي الاحلام التي أخذتك اليها ، يوم ثم يوم يمر عليكما ، تطمئن اليك والي مشاعرك ، تتضاعف مشاعرها وتتوهج احاسيسها ، تمضي بكما الحياة لتتحول هي الي انسان أخر ، انسان يمتلك ويستحوذ ، انسان يعشق الانفراد بما لديه ...

ملكية حصرية أنت لها ، لا يصح ان تكون غير ذلك ، انت الان محاط بأسوار وأغلال باسم الحب والهوي ، أنت الأن مأسور رغما عنك في مساحتها ، لا يمكن لك ان تتجاوزها فهي البداية والمنتهي وهي الاطارو الحدود ، وأنت في الداخل ، يجب ان تقبع مستسلما لحبها ، انها تحبك ولا بد ان تقدر ذلك

اذا منعت هناك هواء الحرية فهي تحبك ، اذا حرمتك من انطلاقك الفطري فهي تخاف عليك ، اذا فتشت في كلماتك وما تسطره فهي تغير عليك ، اذا فتشت في نيتك فانها تحافظ عليك وتحميك من نفسك ، اذا منعتك من التحليق في الفضاء كما تعودت فهي تخشي سقوطك ، اذا ارتابت في لحن تغنيه او شعر تبدعه فهي تحمي خيالك من ان يضل الطريق

يتحول الحب الي أسر وقيود ، يتحول الحب الي منع وسدود ، يتحول الحب الي شك وشرود ، ولا حق لك في أن تعترض فالغاية عندها معلومة لك ، والمبررات حاضرة لا تغيب

ستضيق نفسك وسيأسي قلبك وستجد نفسك تسطر هذه الكلمات اليها ، علها تدرك ما تفعله بك وخطورته :



اعلم انكي تحبينني
أعلم أنني أمثل لك قلبك وروحك وحياتك
أعلم أنني كل حلمك
أعلم أنكي لا تتخيلين الحياة بدوني
أقدر كل ذلك وأتفهمه
ولكن
هل تعرفين ان الحب احيانا يقتل
هل تعرفين ان الحب احيانا يخنق
هل تعرفين أن الحب قد يكون عائقا لنا في حياتنا
هل تعرفين ان الحب قد يوقف مسيرنا ويبدد امالنا
هل تعرفين ان الحب احيانا يكون سببا في الافتراق
هل تعرفين ان الحب من الممكن ان يكون سببا في تعاسة من نحبهم
بدأت أخاف
صدقيني
قلبي
يتألم أحيانا من حبك
نفسي تختنق احيانا من حبك
أشعر ان فراقنا سيكون يوما بسبب هذا الحب
لا تستحوذي علي كل قلبي
لا تتملكيني مهما كنتي تحبينني
ارفض ان يملكني احد
مهما كان يحبني
انا حر بنفسي
ولدت حرا
واريد ان اظل واحيا حرا
لا تجعليني اختار بينك وبين حريتي
ثقي انني سأختار حريتي
قبل كل شيء

التوقيع : كل الرجال
-----------------------
تابع التعليقات علي الفيس بوك
http://www.facebook.com/notes.php?id=619301486#/note.php?note_id=225806165031

5 comments:

دكـــــتور جدا said...

أسجل اول تعليق
تحياتي على أسلوب حضرتك الرائع ودي اول مرة أزور المدونة
تحياتي

shaimaa samir said...

صدقنى

انه العكس..

مـــروة كمــال said...

مقال رائع كعادة مقالاتك دكتور مصطفى
ولكني احب ان أسميه : بعضهن .. إذا تملكن
لا أدري ، دائما أحب أن أتحدث عن تلك المرأة التي تفهم طبيعة الطريق جيدا .. التي تساند زوجها .. تدفعه دوما للأمام
سبحان الله وماذا ستجني هي عندما تملك زوجها .. وتخسر كل شيء ؟! تخسر مجده .. تخسر صناعة الحياة
هل ستقول لربها غدا : لقد خرجت من هذه الدنيا بزوجي ؟!

ما أروعك أمي الحبيبة جدا إلى قلبي " السيدة خديجة " رضي الله عنها ، فلو أن كل البنات اقتدين بها ، لما رأينا مثل هذه النماذج أبدا
كثيرا ما أتأمل هذا المشهد من حياتهما ، لأدرك على الفور سر من أسرار السعادة والهناء والوفاء قد علماه للبشرية جمعاء
عندما حببت الخلوة في غار حراء إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،كان كثيرا ما يذهب إلى هناك تاركا زوجته ،فما كانت أبدا لتضيق بهذه الخلوات
بل كانت تبدي في بعض المرات مشاركتها له فكريا ووجدانيا ، بأن تذهب إلى الغار فتجلس كما يجلس زوجها دون أن تقطع عليه خلوته أو تعكر عليه صفو تأملاته .. !!
هكذا هي الزوجة العاقلة .. التي تدمج نفسها في حياة زوجها
وتشعره بأنها معه خطوة بخطوة ،تدفعه للأمام
ولكن دون أن تكون عائقا يشده للخلف

Anonymous said...

كل رمضان و انت بخير
تحياتى

نغم الحياه said...

أخي الفاضل دكتور مصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت كتابك الرائع (اخلعي نقابك يا ليلى ) الذي أتمنى أن يكون بدايه لإبداع راقي ومشاعر فعلا هي حكايات من قلوب البشر ولكن أخي عندما قرأت هي إذا تملكت وجدت قلمي يسطر هذه الأسطر لن أقول انها عمل أدبي ولكن هو مشاعري فاقبلها مني


لماذا تشعر بحبي على أنه تملك هل ستسمعني إذا قلت أنك المخطئ ولن أقول الوحيد
سمعتك وأنت تقول لي( اعلم أنك تحبينني .. أعلم أنني أمثل لك قلبك وروحك وحياتك .. أعلم أنني كل حلمك .. أعلم أنك لا تتخيلين الحياة بدوني )
ولكن اعذرني ..أنت لا تقدر ذلك ولا تتفهمه فلو كنت كما قلت لما جعلتني أسعى لتملكك !! لكنت أسمعتني وكل العالم ( أنني بالفعل لك وحدك بقلبي فلا داعي لتتملكيني
أنت قلت أنك لي قلبي وروحي وحياتي فهل يعقل أن يتخلى المرء عن قلبه وروحه وحياته أنت لا تقدر ذلك ولا تتفهمه هل تعلم لماذا يا عزيزي
لأنني بكل أسف شيئ في مجمل أشياءك يختلف ترتيبي بحسب احتياجك لي ولكنك أنت الحياة بالنسبة لي يختلف ترتيب الأشياء بحسبك أنت
كن لي لحظة فلن أتملكك .. اهمس في أذني بدون أن أطلب منك بكلمات الحب ... فلن أتملكك قل لي نعم مشغول لكن ليس عنك لاتجعلني أشعر أنك تبحث عني فقط عندما تريد أن تشعر بالإستقرار عندما تريد أن تشعر برجولتك .. تعال أنت واهمس لي " بحبك " حينها لن أطاردك لأسمعها منك في كل مكان
حينها وحينها فقط لن تشعر بأني أتملكك