----------
المكان : مدينة نصر – القاهرة
الزمان : الساعة الثامنة صباحا
اتجهز للذهاب الي عملي بالمستشفي حيث اسافر للفيوم مرتين اسبوعيا ، ارتدي ملابسي وانزل لجراج العمارة اطمئن علي منسوب المياه بالسيارة وكذلك مستوي الزيت ، انطلق بالسيارة لأمر علي صديقي الطبيب الذي يسافر معي للعمل بنفس المستشفي ، أمضي كعادتي من نفس الطريق الدائري لأصل الي ميدان الرماية وانطلق في طريق مصر الفيوم الصحراوي ، اتجاوز ربع المسافة ، فجأة تنخفض حرارة التكييف ثم تتوقف السيارة تماما ، علي يمين الطريق وامام المقابر الشهيرة بالطريق ، اقف انا وصديقي وسيارتنا بلا حراك ، افتح الكبوت ، يتصاعد الدخان الكثيف جدا في وجوهنا ، صديقي يقول لي : وش سلندر وجوان ، اقول له : مش معقول مؤشر الحرارة لم يرتفع والزيت مضبوط ، يقول لي ، ايا كان دعنا نتصرف الان
أقف اشير للسيارات القادمة المتجهة للفيوم عسي احد يساعدنا ، تتوقف سيارة نقل اطلب من السائق ان يسحبنا ، يوافق بعد ان يطمئن الينا اننا اطباء ولن نهضمه حقه ، اطلب من زميلي ان يتحرك هو منفردا الي المستشفي حتي يلحق مواعيد عملياته الجراحية حيث انه استاذ م جراحة ومناظير ، واقوم مع السائق بربط السيارة بسلبة ( حبل مفتول قوي ) ليسحبني بعد ان يعطيني التعليمات بعدم استخدام الفرامل الا نادرا وننطلق ، نسير بسرعة 40 كم / الساعة ، يجري ثم يقف وأكاد أرتطم به ، اضغط فراملي بقوة وارفع الهاند بريك لتتوقف سيارتي علي بعد سنتميرات من سيارته ، عيناي لا تفارق مؤخرة سيارته والسلبة التي تربط بيننا ، مكتوب علي ظهر سيارته تلك العبارة التي كانت محط نظري طوال الرحلة
ضاعوا الصحاب في الزحمة
بما فيها من معان وايحاءات وواقع نعيشه ....تجذب انتباهي هذه العبارة وتجعلني أتأمل في الأصحاب وفي الحياة وفي تغير العلاقات الاجتماعية بين البشر ، تجعلني اتذكر كثيرا من الوجوه التي نسيتها في زحام الدنيا ، والوجوه التي أطلت ثم غابت بارادتها او رغما عنها ، أظل في سلسلة الذكريات وعيني تركز علي سيارته حتي لا نرتطم وتبقي سمكرة كمان مش ميكانيكا بس
لا تواجهنا مشاكل الا انقطاع السلبة كل مرة عند المطبات الحمقاء عند بوابات الرسوم وكمين كوم اوشيم ، يتوقف الطريق ورائنا وبعض الناس يعذر ويحاول المساعدة والبعض يسب ويلعن ايامه ، اقوم بزق السيارة مرة وحدي ومرة بمساعدة السائق نفسه ثم اقفز في السيارة وهي تمشي حتي نخرج من سلسلة المطبات الغبية التي تقطع السلبة ...نصل بسلامة الله بعد حوالي ساعتين الي الفيوم واعطي لسائق النقل 200 جنيه بعد ان طلب 150 نظرا لذوقه وتعبه معي ووقوفه لي اصلا وسط هذه الصحراء
اركن السيارة في الشارع واذهب الي المستشفي واترك المفاتيح للسيد عبد العظيم وهو عبقري مصري ، هو فني صيانة عبقري ممكن يصلح اي شيء بداية من السيارة او التكييف او جهاز اشعة حتي الام بي ثري ، احاول الا يبدوا علي الضيق امام مرضاي ، فليس لهم ذنب ، استقبلهم بابتسامة عريضة تخفي ارهاقي
يتصل بي عبد العظيم يخبرني ان السيارة بها وش سلندر وجوان واشياء اخري وان الميكانيكي اشترط ان يأخذ 250 جنيه لبداية الفك ، اقول له خليه يشتغل بس نخلص ، يحل المساء وانهي مرضاي بعد الاعتذار للكثيرين وتأجيل مواعيدهم واذهب للميكانيكي مع عبد العظيم يخبرنا ان الموتور انتهي واحترق انصهارا ومحتاج عمرة كاملة او موتور جديد ، افكر بسرعة واتخذ قرار بنقل السيارة للقاهرة ، نبحث عن سيارة ونش مخصصة في رفع السيارات ، نجد بصعوبة ، يصر الرجل علي 450 جنيه بدون اي تخفيض ، لا اجد ما افعله اوافق ونرفع السيارة وقد تفرقت اجزاء الموتور بها ويتم ربطها جيدا ، ثم اودع عبد العظيم واطلب منه ان يرسل لي حقيبتي من المستشفي مع صديقي دكتور احمد الساكن بجواري في م نصر
اخوض تجربة جديدة في حياتي ، وهي ان ترافق سائق نقل في الطريق ، اشد ما اكره في طريق السفر سيارات النقل والمقطورات ورعونة سائقيها وعربدتهم في الطريق ، يبدأ السائق بتشغيل شريط قرأن ، قلت كويس شكله محترم ، يغير الشريط بعد 5 دقائق واسمع اغاني غريبة لا يمكن حتي ان توصف انها شعبية من نوعية ( كفي نفسك ) ( واحلق لنفسك ) ، اقول هذه حريته وثقافته فلا تضايق الرجل ومرافقه الصبي بتاعه ، بعد دقائق تخرج من الدواسة زجاجات وكانز بيرة ، يعزمون علي ودخان سجائرهم الملفوفة يلهب وجهي ويجعلني اتمني القفز خارج السيارة ، اقول لهم : يا جدعان هو ينفع بيرة علي الطريق وسفر وليل ؟
يضحكوا ويقول لي السائق : اهم حاجة الدماغ يا دكتور خد لك شوية
ادعوا في سري ان نصل بأمان دون حوادث وانا أري السيارة تتأرجح في يده ، يمينا وشمالا ، في منتصف الطريق يخرج الصبي شيء من علبة صغيرة ويناوله للسائق ، ويقول له : شد يا كبير
اقول للصبي : هو لسه فيه شد ؟ يخبرني ان هذا حشيش ونوعه جيد ويعزم ايضا عليا ، اتمني لو كنت ضابط شرطة الان وقبضت علي هؤلاء المستهترين الذين يتسببون في ازهاق عشرات الأرواح بما يفعلون من عربدة وسكر اثناء القيادة
قبل وصولنا لميدان الرماية يقررون ان يشربوا شاي ، قلت كويس يفوقهم شوية ، يقوم السائق بركن السيارة علي يمن الطريق وينزل عند ام احمد بائعة الشاي ولم اكن اتخيل ان هذا المكان المكون من كام قفص هو مكان لشرب الشاي واشياء اخري وجدتهم يتعاطونها
انتظرت حوالي ربع ساعة حتي انهوا حفلة التعاطي وانا مضطر لا املك فعل شيء وانطلقنا عبر الدائري الي م نصر وعند تمام منتصف الليل وصلنا الحمد لله عند الميكانيكي وقاموا بانزال السيارة وارتحت من وجوههم التي بغضتها
تفحص لميكانيكي اجزاء الموتور المفكوكة في الفيوم والمنقولة للقاهرة ، اخبرني ان السيارة تحتاج لموتور جديد وهذا انجح حل ، اتركه واقول له سأفكر واعود اليك في الصباح ، اتصل بصديقي هيثم الذي يملك سيارة من نفس موديل سيارتي السيينا ، يخبرني انه بعد عشر دقائق سيلتقطني من عند الميكانيكي ليعود بي البيت ، حمدت الله فقد خرجت من بيتي في سيارة وعدت بسيارة مماثلة لها
اشكر الله علي كل ما حدث ، واتذكر ما كان ابي يقوله لنا ، الفلوس ما بتعملش رجالة لكن الرجالة بتعمل فلوس ، احمد الله ان الخسارة مادية فقط وان صحتي بخير والاصابة المادية ليست في حادثة مروعة ، اشكر الله علي ان مر اليوم بسلام واطلب من الله العون ان انتهي من هذه الفترة لأن السير بغير سيارة في القاهرة هو نوع من التعذيب يدركه من مر به
المكان : مدينة نصر – القاهرة
الزمان : الساعة الثامنة صباحا
اتجهز للذهاب الي عملي بالمستشفي حيث اسافر للفيوم مرتين اسبوعيا ، ارتدي ملابسي وانزل لجراج العمارة اطمئن علي منسوب المياه بالسيارة وكذلك مستوي الزيت ، انطلق بالسيارة لأمر علي صديقي الطبيب الذي يسافر معي للعمل بنفس المستشفي ، أمضي كعادتي من نفس الطريق الدائري لأصل الي ميدان الرماية وانطلق في طريق مصر الفيوم الصحراوي ، اتجاوز ربع المسافة ، فجأة تنخفض حرارة التكييف ثم تتوقف السيارة تماما ، علي يمين الطريق وامام المقابر الشهيرة بالطريق ، اقف انا وصديقي وسيارتنا بلا حراك ، افتح الكبوت ، يتصاعد الدخان الكثيف جدا في وجوهنا ، صديقي يقول لي : وش سلندر وجوان ، اقول له : مش معقول مؤشر الحرارة لم يرتفع والزيت مضبوط ، يقول لي ، ايا كان دعنا نتصرف الان
أقف اشير للسيارات القادمة المتجهة للفيوم عسي احد يساعدنا ، تتوقف سيارة نقل اطلب من السائق ان يسحبنا ، يوافق بعد ان يطمئن الينا اننا اطباء ولن نهضمه حقه ، اطلب من زميلي ان يتحرك هو منفردا الي المستشفي حتي يلحق مواعيد عملياته الجراحية حيث انه استاذ م جراحة ومناظير ، واقوم مع السائق بربط السيارة بسلبة ( حبل مفتول قوي ) ليسحبني بعد ان يعطيني التعليمات بعدم استخدام الفرامل الا نادرا وننطلق ، نسير بسرعة 40 كم / الساعة ، يجري ثم يقف وأكاد أرتطم به ، اضغط فراملي بقوة وارفع الهاند بريك لتتوقف سيارتي علي بعد سنتميرات من سيارته ، عيناي لا تفارق مؤخرة سيارته والسلبة التي تربط بيننا ، مكتوب علي ظهر سيارته تلك العبارة التي كانت محط نظري طوال الرحلة
ضاعوا الصحاب في الزحمة
بما فيها من معان وايحاءات وواقع نعيشه ....تجذب انتباهي هذه العبارة وتجعلني أتأمل في الأصحاب وفي الحياة وفي تغير العلاقات الاجتماعية بين البشر ، تجعلني اتذكر كثيرا من الوجوه التي نسيتها في زحام الدنيا ، والوجوه التي أطلت ثم غابت بارادتها او رغما عنها ، أظل في سلسلة الذكريات وعيني تركز علي سيارته حتي لا نرتطم وتبقي سمكرة كمان مش ميكانيكا بس
لا تواجهنا مشاكل الا انقطاع السلبة كل مرة عند المطبات الحمقاء عند بوابات الرسوم وكمين كوم اوشيم ، يتوقف الطريق ورائنا وبعض الناس يعذر ويحاول المساعدة والبعض يسب ويلعن ايامه ، اقوم بزق السيارة مرة وحدي ومرة بمساعدة السائق نفسه ثم اقفز في السيارة وهي تمشي حتي نخرج من سلسلة المطبات الغبية التي تقطع السلبة ...نصل بسلامة الله بعد حوالي ساعتين الي الفيوم واعطي لسائق النقل 200 جنيه بعد ان طلب 150 نظرا لذوقه وتعبه معي ووقوفه لي اصلا وسط هذه الصحراء
اركن السيارة في الشارع واذهب الي المستشفي واترك المفاتيح للسيد عبد العظيم وهو عبقري مصري ، هو فني صيانة عبقري ممكن يصلح اي شيء بداية من السيارة او التكييف او جهاز اشعة حتي الام بي ثري ، احاول الا يبدوا علي الضيق امام مرضاي ، فليس لهم ذنب ، استقبلهم بابتسامة عريضة تخفي ارهاقي
يتصل بي عبد العظيم يخبرني ان السيارة بها وش سلندر وجوان واشياء اخري وان الميكانيكي اشترط ان يأخذ 250 جنيه لبداية الفك ، اقول له خليه يشتغل بس نخلص ، يحل المساء وانهي مرضاي بعد الاعتذار للكثيرين وتأجيل مواعيدهم واذهب للميكانيكي مع عبد العظيم يخبرنا ان الموتور انتهي واحترق انصهارا ومحتاج عمرة كاملة او موتور جديد ، افكر بسرعة واتخذ قرار بنقل السيارة للقاهرة ، نبحث عن سيارة ونش مخصصة في رفع السيارات ، نجد بصعوبة ، يصر الرجل علي 450 جنيه بدون اي تخفيض ، لا اجد ما افعله اوافق ونرفع السيارة وقد تفرقت اجزاء الموتور بها ويتم ربطها جيدا ، ثم اودع عبد العظيم واطلب منه ان يرسل لي حقيبتي من المستشفي مع صديقي دكتور احمد الساكن بجواري في م نصر
اخوض تجربة جديدة في حياتي ، وهي ان ترافق سائق نقل في الطريق ، اشد ما اكره في طريق السفر سيارات النقل والمقطورات ورعونة سائقيها وعربدتهم في الطريق ، يبدأ السائق بتشغيل شريط قرأن ، قلت كويس شكله محترم ، يغير الشريط بعد 5 دقائق واسمع اغاني غريبة لا يمكن حتي ان توصف انها شعبية من نوعية ( كفي نفسك ) ( واحلق لنفسك ) ، اقول هذه حريته وثقافته فلا تضايق الرجل ومرافقه الصبي بتاعه ، بعد دقائق تخرج من الدواسة زجاجات وكانز بيرة ، يعزمون علي ودخان سجائرهم الملفوفة يلهب وجهي ويجعلني اتمني القفز خارج السيارة ، اقول لهم : يا جدعان هو ينفع بيرة علي الطريق وسفر وليل ؟
يضحكوا ويقول لي السائق : اهم حاجة الدماغ يا دكتور خد لك شوية
ادعوا في سري ان نصل بأمان دون حوادث وانا أري السيارة تتأرجح في يده ، يمينا وشمالا ، في منتصف الطريق يخرج الصبي شيء من علبة صغيرة ويناوله للسائق ، ويقول له : شد يا كبير
اقول للصبي : هو لسه فيه شد ؟ يخبرني ان هذا حشيش ونوعه جيد ويعزم ايضا عليا ، اتمني لو كنت ضابط شرطة الان وقبضت علي هؤلاء المستهترين الذين يتسببون في ازهاق عشرات الأرواح بما يفعلون من عربدة وسكر اثناء القيادة
قبل وصولنا لميدان الرماية يقررون ان يشربوا شاي ، قلت كويس يفوقهم شوية ، يقوم السائق بركن السيارة علي يمن الطريق وينزل عند ام احمد بائعة الشاي ولم اكن اتخيل ان هذا المكان المكون من كام قفص هو مكان لشرب الشاي واشياء اخري وجدتهم يتعاطونها
انتظرت حوالي ربع ساعة حتي انهوا حفلة التعاطي وانا مضطر لا املك فعل شيء وانطلقنا عبر الدائري الي م نصر وعند تمام منتصف الليل وصلنا الحمد لله عند الميكانيكي وقاموا بانزال السيارة وارتحت من وجوههم التي بغضتها
تفحص لميكانيكي اجزاء الموتور المفكوكة في الفيوم والمنقولة للقاهرة ، اخبرني ان السيارة تحتاج لموتور جديد وهذا انجح حل ، اتركه واقول له سأفكر واعود اليك في الصباح ، اتصل بصديقي هيثم الذي يملك سيارة من نفس موديل سيارتي السيينا ، يخبرني انه بعد عشر دقائق سيلتقطني من عند الميكانيكي ليعود بي البيت ، حمدت الله فقد خرجت من بيتي في سيارة وعدت بسيارة مماثلة لها
اشكر الله علي كل ما حدث ، واتذكر ما كان ابي يقوله لنا ، الفلوس ما بتعملش رجالة لكن الرجالة بتعمل فلوس ، احمد الله ان الخسارة مادية فقط وان صحتي بخير والاصابة المادية ليست في حادثة مروعة ، اشكر الله علي ان مر اليوم بسلام واطلب من الله العون ان انتهي من هذه الفترة لأن السير بغير سيارة في القاهرة هو نوع من التعذيب يدركه من مر به
11 comments:
الحمد لله إنها عدت على خير يا دكتور وإنها جت على قد كده، وكويس إنك وصلت بالسلامة وإن السواق ملحقش يتسطل كويس :D
وبصراحة المواقف اللي زي دي بتبقا أحسن حاجة تكسب الواحد خبرات أكتر وعشان كده أحياناً بتمنى لو أجرب حاجة زي كده ^^"
وبالتوفيق إن شاء الله دكتور مصطفى وقدر الله وما شاء فعل..
محمد الوكيل
بجد بجد مش قادر أمسك نفسي من الضحك والله
ههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههه
أنا عندي سؤال :
اللى ينط من العربية وهي ماشية يبقى منتحر صح ؟
طبعا صح
طيب اللى يقعد في عربية نقل بقي مع اتنين : السواق والصبي بتاعه والاتنين مش مخليين :
بيرة وخمرا وحشيش وكل حاجة ... وشاي كمان
تخيل
بيشربوا شاي
هههههههههههههه
ده انا سرحت جامد فى العنوان وتخيلت حاجات غريبه
الحمد لله أكيد كله خير
ضاعوا الصحاب في الزحمة
كلمة و الله مؤثرة بجد...لو فكرنا فيها كتير...بس الوحد ساعات بيبقى له صحاب كتير بيحبوه و مستعدين يقفوا جنبه دايما...و هو مش عارف...يمكن عشان كدة..بيضيعوا في الزحمة
واحشني يا دكتور..و مستني أشوفك قريب
تدوينة رائعة يا دكتور :)
وحمداً لله علي سلامتك
كنت عاوز أسأل حضرتك بخصوص الأمر بالمعروف
بس كنت مستعجل آخر مرة قرأت التدوينة دي ..
؟؟
Thanks in favor of sharing such a fastidious thought, piece of writing is nice, thats why i have read it fully
Review my web-site; BlackBerry Z10 Cena
I like the valuable information you provide in your articles.
I will bookmark your weblog and check again here frequently.
I am quite certain I will learn many new stuff right here!
Good luck for the next!
my website: htc one x+ цени
Hello, for all time i used to check website posts here in the early hours in the morning,
for the reason that i like to find out more and more.
Feel free to visit my web-site :: htc incredible s
Thanks to my father who stated to me concerning this web site, this webpage is in fact amazing.
Also visit my site Www.sssmep.cz
Post a Comment