Saturday, November 7, 2009

طمني عليك


طمني عليك


هو : هذه الطاقة التني تنطلق لتخترق كل الموانع وتتحدي كل الظروف ، هو تلك الضحكة التي لا تصمت والبسمة التي لا تخفت والمرح الذي لا ينتهي ، هو الجنون احيانا والعزلة والزهد احيانا اخري ، هو الباحث عن نفسه من خلالها ، هوالفارس الذي انتظرته وأتي اليها ، هو العاشق حتي الثمالة والهائم حتي التيه

هي : زهرة حالمة ، نسمة عاطرة ، بسمة ناضرة ، احلام ثائرة ، هي قلب مخلص يتقن الوفاء والعطاء ، يحلق في افاق الحب ببراءة الصغار وعفة الرهبان وخشوع المتصوفين ، حين جمعها القدر به رأت فيه احلامها ومستقبلها ، اطمئنت الي اخلاصه وامتزجت مع احلامه ، صارت احلامهما حلما واحدا يجمعهما في درب الحياة

سلكا طريق العارفين ولم يختارا دربا سواه ، حاولا ان يجمعا الاشواق والاحلام والمشاعر في بقعة من الارض تحتويهم ويأوون اليها مثلما اعتاد كل البشر ، لم تسعفهما الظروف والاقدار ، وقفت مادية الدنيا في طريقهما ولكنهما لم ييأسا ابدا ، ازدادا عزما ورغبة وتحديا لكل هذه العوائق واجلوا المعركة حينا حتي يملكا ادوات الانتصار وتحقيق الحلم ولكن ظل الحلم بينهما حيا بعواطف رقيقة وسامية وعفيفة ، يضعون كل يوم لبنة اخري يتطاول بها بنيانهم ويرسخ بها حلمهم وعشقهم

ألم به المرض وحبسه عن الحركة ، الان يدخل رغما عنه الي غرفة العمليات ليتم تخديره كليا لاجراء هذه الجراحة العاجلة ، سيصبح الان بين الموت والحياة ، لا يدري ما يحدث حوله ، عقله المادي ارهقه المخدر ولكن عقله الباطن وقلبه العاشق يخرج مكنونه ويفشي أمره ، لا يهتف الا باسمها ، وهو احب الاسماء اليه ، لا يبحث الا عنها ، يسأل من حوله وهو يري ضبابا كثيفا امام عينيه ، اين هي ؟ لماذا لم تأتي ؟ يتعجب اطباؤه من حاله ويبتسمون لقد ادركوا انه من هؤلاء العاشقين

وفي نفس اللحظة تقف هي علي الرصيف المقابل للمستشفي تدعوا له ، تؤخر قدما وتقدم أخري ، تنازع نفسها ، تغمر عيونها الدموع خوفا وقلقا عليه ، يمنعها الحياء من الصعود والاطمئنان عليه ، تتمني ان تراه لو لحظة واحدة لتقر عينها ويهدأ بالها وتسكن نفسها ، ينزل صديقه ورفيقه ليبصرها في حالها هذي ، يتملكه التعجب ، يتمني لو كان باستطاعة صاحبه ان يعرف انها في نفس اللحظة التي كان يهتف باسمها وهو في غيبوبته قد لبت النداء واقبلت لتكون بجواره ، يحبس دموعه اشفاقا عليهما ، يطمئنها عليه ويقول لها ما حدث ، يبش وجهها وتنفرج اساريرها ، يا فارسي الهذا الحد انا غالية عنك ؟ وراسخة بداخلك؟

سأكون لك يا حلمي ، سأنتظرك عمري كله ، فأنت تستحق ، سأمنحك قلبي ونفسي لأكون سر سعادتك ونجاحك ، سأتحدي معك الدنيا بعواطفنا وبعقلنا معا ، سنصنع هذه الواحة الجميلة وسط هجير الايام ، سنأوي اليها ، وسيتقافز اطفالنا حولنا وسنحكي لهم : عن حبنا وحلمنا ووفاءنا ، سيضحكون كثيرا حين يعلمون كم كان صعبا طريقنا ، وكم كان راسخا حبنا ، وكم كان عظيما أملنا ، الي الله نلجأ وننتظر يوما قريبا سيجمعنا لأبثك كل اشواقي واشاركك كل مشاعري

يا أغلي البشر

يا أعز الناس

انتظرك

http://www.youtube.com/watch?v=shp-PSwJsio&feature=related

1 comment:

أميرة الورد said...

اكتر من رائع
بجد طريقتك في التعبير رهيبة فعلا