Thursday, June 4, 2009

اوباما المحترف : هل صدقنا ؟ هل خدعنا ؟ الي أين ؟


أوباما واحترافية الخطاب ..من صدق ومن كذب ومن المخدوع ؟
-------------

بعد زيارة عاطفية روحانية مشبعة بالعواطف والمشاعر التي بدت علي وجهه وهو يزور مسجد السلطان حسن في قلب القاهرة ، اعتلي السيد اوباما خشبة المسرح ليدغدغ حواسنا ومشاعرنا ويلهب اكف الحاضرين بالتصفيق المتواصل الذي قارب ثلث اللقاء

دعونا من التعميم والتنميط واجتزاء الكلمات والعبارات والخلط بين نقاط الحوار في بعض النقاط ، دعونا نبدأ بما نراه انه ايجابيات :

1 – في البداية قدم اوباما اعتذارا ضمنيا عن االاحتلال الغربي للدول الاسلامية واستنزاف مواردها خلال القرون الفائتة وهذا جيد لانه يصدر لاول مرة من زعيم غربي بحجم اوباما

2 – اشادته بدور الحضارة الاسلامية في اثراء الحضارة الانسانية ودور المسلمين في الاندلس وفي تقديم العلوم المختلفة التي مهدت للحضارة الاوروبية الحديثة

3 – حديثه عن رفضه وتصميمه علي محاربة الصور النمطية المسيئة للاسلام وكذلك الحديث عن وجوب انتهاء فكر الهيمنة والسيطرة والاستعلاء بين الحضارات

4 – تطمين ومغازلة الاسلاميين المعتدلين عند الحديث عن الديموقراطية الامريكية التي تقبل اي تيار سياسي مهما اختلفت معه يصل للحكم بشكل ديموقراطي بشرط التزام هذا التيار بالديموقراطية والقانون ( وان كان هذا لم يتحقق في فلسطين مع حماس التي اختارها الشعب ورفضتها امريكا )


5 – حديثه عن استغلال الشعارات الليبرالية لمحاربة الاديان وحرمان اصحاب بعض الديانات من حقوقهم في زي معين او طقوس دينية معينة ( رسالة الي الليبرالين الذين يضعون الليبرالية مقابل الدين في صراع مفتعل

6 – تدعيم كلامه بنصوص قرأنية عدة واحداث دينية مثل الاسراء – يبدوا تأثير مستشارته داليا مجاهد – فيها تأثيرا واضحا بلا شك

7 – توضيح سماحة الاسلام وتحضره في نقاط مختلفة عند الحديث عن الحرية الدينية وحقوق المرأة والتطرف

8 – الاعتراف الضمني بخطأ حرب العراق التي كان يمكن تفاديها بالطرق الدبلوماسية

سلبيات احتواها الخطاب :

1 – تبرير حرب افغانستان والمذابح المتواصلة هناك بوجود تنظيم القاعدة وهجمات 11 سبتمبروهذا يفسر ارساله سبعة عشر الف جندي امريكي جديد الي هناك

2 – تقسيم المسلمين الي متطرفين ومعتدلين مع عدم وضع تعريف واضح لمفهوم التطرف ومقياس له

3 – اسقاط حق المقاومة الفلسطينة في الكفاح لتحرير الوطن من الاحتلال والتركيز علي امن اسرائيل ومعاناة اليهود التاريخية ومساواة معاناة الفلسطينين بمعاناة الاسرايئليين وعدم التطرق اطلاقا الي محرقة غزة الاخيرة واجرام اسرائيل فيها ( علي حماس ان تضع حدا لاستخدام العنف وتعترف بحق اسرائيل في الوجود ) ( علاقة امريكا مع اسرائيل ثابتة غير قابلة للانكسار )

4 – الحديث المائع عن الديموقراطية والموقف من الانظمة الديكتاتورية

5 – عدم وضع اي جدول زمني لحل القضية الفلسطينية

6 – الحديث عن الاقباط في مصر كأقلية يحاول البعض استئصالها


بلا شك يمتلك اوباما كاريزما طاغية وحضور قوي ولغة خطاب مؤثرة يستعمل فيها كل انواع الاستمالات النفسية والعاطفية ويجيد اساليب الاقناع ومهارات التواصل الاتصالي التي جعلت منه رئيسا لامريكا ، والحق ان الرجل كان صادقا مع نفسه فقد تحدث بما هو مقتنع به واجاد اللعب في مساحة تحسين الصورة الذهنية للمسلمين عن امريكا واستمالة المسلمين اليه ولا ادل من ذلك اكثر من التصفيق المتكرر للنخبة - المفترض انها نخبة - التي حضرت اللقاء وهتفت باسمه في اخره في مشهد يبعث علي التفكير ويستحق التأمل لما له من دلالات خطيرة
ان يصدر عن نخبة مجتمع

في النهاية دعونا نتفق علي التالي :

1 – ضرورة ان نفصل بين مستوي الخطاب ومستوي التنفيذ ، فأي كلام ونوايا اذا لم يظهرفي صورة سياسات علي ارض الواقع لا معني له سوي مزيدا من التغييب

2 – الواضح ان الفترة المقبلة في الادارة الامريكية ستشهد اختلاف الاسلوب مع بقاء السياسات كما هي مع تغيير بعض السياسات الفجة كالموقف من جوانتامو مثلا

3 – حالة الانبهار اللامنطقي التي ظهرت علي البعض منا بعد سماع الخطاب وحديث البعض عن انتخاب اوباما زعيما لرؤساء الكون ، هذه الحالة الساذجة التي اعترت البعض فينا غير مقبولة علي الاطلاق – لا نخفي اعجابنا بأوباما كشخص وشخصية – ولكن الاعجاب لا يعني الانصياع ولا تبني وجهات النظر

4 – كما قال روبرت فيسك الصحفي البريطاني الشهير في القاهرة منذ اسابيع عندما سألوه عن زيارة اوباما : ايها المصريون لن ينفعكم الا انفسكم لا تنتظروا من اوباما شيئا ..اذا اردتم التغييرفاصنعوه بأنفسكم واوسع الخطاب ايضا لاخاطب المسلمين والعرب : حسنوا صورة دينكم بأنفسكم ، عرفوا الدنيا كلها بحضارتكم وتسامحكم ، لا تنتظروا تغييرا يتنزل من السماء فهذه اوهام لن تحدث مالم تتحركوا ( ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم )

5 – الي صناع الوعي المصري ( نخبة سياسين ومثقفين واعلاميين وناشطين ): وعي المصريين في خطرما لم لم يتم بناء رأي عام واع وموضوعي يستطيع الحكم علي الاشياء بلا تأثير عاطفي ساذج ، لا تشاركوا في مسيرة التغييب ، تغييب العقول هو تدمير للوطن
فلا تدمروا الوطن

3 comments:

Anonymous said...

هو انت بتكتب بالانجليزى حاجة
وبالعربى حاجة تانية ؟

Unknown said...

لهذا التحليل الأنيق والدقيق
يجب أن ارفع القبعة
كل تقديري يا دوك
:)

فليعد للدين مجده said...

تحليل ممتع ومدقق
شكرا لك يا د. مصطفي
وأ}كد القول بأن السياسة ليست إلا مصالح واللغة المسخدمة فيها هي لغة القوة وأن أمريكا ليست جمعية خيرية وأن لن ينفعنا إلا عملنا
وجهدنا