Thursday, March 11, 2010

تقرير لجنة تقصي الحقائق عن زيارة الدكتور طه عبد التواب بالفيوم

taha

إنه في يوم 10 مارس عام 2010 انتقلنا نحن لجنة تقصي الحقائق التي كونتها الحملة الشعبية لدعم ترشيح الدكتور البرادعي الي محافظة الفيوم مركز سنورس مستشفي سنورس العام لتفقد حالة الدكتور طه عبد التواب – المضرب عن الطعام منذ يوم الاحد الماضي بسبب الاعتداء الذي حدث عليه من ضابط امن الدولة محمد عبد التواب ونشرته الصحف وتداولته مواقع الانترنت

وتشكل الوفد من عدد من المحامين والنشطاء الحقوقيين وبعض الصحفيين وعدد من اعضاء الحملة للوقوف علي حالة الدكتور طه ومعرفة ما حدث بالتفصيل ، وبعد الوصول للمستشفي توجه الوفد الي مكتب مدير المستشفي الدكتور / حسن ابراهيم الذي استقبلنا باحترام بالغ هو وطاقم الاطباء ورؤساء الاقسام بالمستشفي وأمر بتقديم واجب الضيافة لنا في سلوك نبيل منه وطلبنا من مدير المستشفي زيارة الدكتور طه ، فأخبرنا انه موجود بالعناية المركزة بعد سقوطه في غيبوبة سكر نتيجة امتناعه عن تناول اي طعام وشراب منذ يوم الاحد ورفضه تركيب محاليل ليستكمل اضرابه الكامل عن الطعام حتي ينال حقه ويتحقق طلبه بمحاكمة وايقاف الضابط الذي قام بالاعتداء عليه

انتظرنا حوالي ساعة حتي نستطيع الدخول اليه وظللنا في مفاوضات مستمرة للسماح لنا بالدخول فتم ابلاغنا بامكانية الدخول دون موبيلات ودون كاميرات وان يدخل عدد معين فقط ورفضنا ذلك الطلب الغريب واحتج الزملاء الصحفيين بما اعتبروه تجاوزا من ادارة المستشفي في ممارسة عملهم المهني وفوجئنا بالأمن يغلق باب العناية المركزة بالقفل ويهددنا البعض باستدعاء شرطة النجدة لنا لمنعنا من الزيارة وعندها قرر افراد اللجنة الاعتصام امام العناية المركزة حتي يتمكنوا من الدخول وطلبنا من مدير المستشفي اعطاءنا تقرير رسمي يفيد بمنعنا من زيارة الدكتور طه ، حيث انه غير معتقل او محجوز بالمستشفي او مطلوب لأي قضية ومن حق اي انسان ان يزوره

وقام مدير المستشفي باجراء عدة اتصالات محاولا الحصول علي موافقة بدخولنا ولكن بلا جدوي وعدنا للانتظار مرة أخري وبعد اتصالات اخري من مدبر المستشفي سمح بالدخول لعدد 3 أفراد فقط هم د/ مصطفي النجار عضو لجنة تقصي الحقائق ، واحد اعضاء نقابة الاطباء بالفيوم ،وناشط حقوقي من المنظمة المصرية لحقوق الانسان ، وبتفقد الحالة الصحية للدكتور طه وجدنا انه لايقوي علي الكلام وانه لا يستطيع رفع يده ولا فتح عينيه الا بصعوبة نظرا لحالة الضعف والاعياء الشديد التي ألمت به بعد اضرابه الكامل عن الطعام والشراب منذ يوم الأحد وحاولنا ان نتكلم معه فتحدث بصعوبة بالغة وبصوت متقطع ، قال لنا : لن اخرج عن اضرابي قبل ان يأمر وزير الداخلية بايقاف الضابط الذي عذبني واهانني وتقديمه للمحاكمة ،مش هسيب حقي ، انا ما عملتش حاجة غلط ، انا بحب الاقصي وبحب الدكتور البرادعي ، حاولنا ان نهديء روعه وان نقنعه بقبول المحاليل الطبية المغذية التي يحتاجها الان للاستمرار علي قيد الحياة ، رفض بشدة وقال ، اموت عشان مفيش مصري ينتهكوا جسد ه وكرامته زيي ، اذا كان موتي هيصحي الشعب المصري أموت والناس تصحي ، سكوتنا عن اجرامهم خلاهم يزيدوا في الاجرام ، خليهم يعدلوا الدستور ويخلوه مادة واحدة الحرية لكل الناس ، مش عايزين غير حرية ، يعني ايه العيشة من غير كرامة ، حرام احنا مش عبيد في عزبة ابوهم ، البلد دي بتاعتنا احنا ، مش هنسبيهم يخلونا عبيد ، كفاية خوف ، هنخاف من ايه ، دول بوزوا كل حاجة في البلد وباعوها ، انا مش عايز حاجة غير حقي يرجع لي ، انا مش خايف علي نفسي ، لو مت هقول لربنا مت عشان حقي وكرامتي ، لو كنت بحب الدكتور البرادعي قبل كدا شوية ، انا مستعد دلوقتي اموت عشان اساعده يرجع البلد دي حلوة ونلاقي فيها انسانيتنا ، وبصوت اقرب للصراخ اكمل كلامه صارخا ، قولولهم احنا مش عبيد مش عبيد ، ودخل في اغماءة لم يستطع الاطباء افاقته منها وهنا طلب منا مدير المستشفي ان نخرج من اجل ان نتركه يرتاح

تحدثنا بعدها مع عدد من الممرضات الذين قالوا لنا : انه يفيق ثم يغمي عليه ويهتف بصوت متقطع : الحرية ، ما تخافوش ، احنا مش عبيد ، حدثتنا الممرضات عن جهد الاطباء وجهدهن من اجل اقناعه بانهاء اضرابه عن الطعام الذي يكاد يميته ولكن بلا جدوي

تحدثنا مع اطباء بالمستشفي زملاء له ويعرفونه ، قالوا لنا انه انسان بسيط جدا ودمث الخلق ومتواضع لاقصي حد وكل زملائه يحترمونه لأخلاقه الرفيعة ، سألناهم عن نشاطه ، قالوا انه مهتم دوما بقضية فلسطين وحصار غزة ويشارك ويدعوهم لحضور هذه الفعاليات التي تقيمها النقابات المهنية في الفيوم والقاهرة

وانصرفنا من المستشفي وجاءتنا اخبار من المستشفي بعد خروجنا منها تفيد ان هناك سيارات امن مركزي وعربات بوكس قد جاءت مسرعة للمستشفي وكذلك حضر وكيل وزارة الصحة بالمحافظة للمستشفي

ذهبنا بعد ذلك الي المنطقة التي يسكن بها وسألنا جيرانه عنه ، اجمع الناس انه انسان مهذب جدا ومعروف عنه خدمة الناس وسألناهم عن نشاطه ، فأخبرونا انه يساهم في اعمال الخير عبر الجمعيات الخيرية ولكن لم ينتمي الي حزب او جماعة او تيار سياسي طول عمره رغم نشاطه الفردي وايجابيته تجاه مجتمعه واهل بلده واخبرونا انهم مستغربين جدا مما حدث له لأنهم لم يتخيلوا ان هذه الاهانات والاساءات ممكن ان تحدث لطبيب محترم ومسالم مثله

سألنا الناس عن الضابط الذي قام بالاعتداء عليه فقالوا لنا ان أمن الدولة بالفيوم يسبب رعبا لكل أهل الفيوم نظرا للانتهاكات المستمرة التي يمارسها ضد المواطنين بدءا من الطلاب بالجامعة الذين تم اعتقال العشرات منهم العام الماضي من داخل الجامعة ومن الشوارع والبيوت وكذلك المدونين بالفيوم وكل النشطاء السياسين علي اختلاف اتجاهاتهم واهدوا الينا كتيبا اصدرته الشبكة العربية لحقوق الانسان عام 2009 خاص بانتهاكات أمن الدولة بالفيوم بعنوان : خلف أسوار الخوف .. الحصار البوليسي علي مدينة الفيوم

هنا تتوقف الكلمات والشهادات فقد حان أن نعبر عن موقفنا نحن شباب الحملة الشعبية لدعم ترشيح الدكتور البرادعي لنؤكد علي الحقائق التالية :
1 – ان ايماننا بمباديء الديموقراطية وحقوق الانسان يفرض علينا ان نتضامن مع كل انسان ومع كل مواطن مصري بلا تمييز- عندما تنتهك حقوقه او يقع عليه اي ظلم من أي جهة

2 – ان الرسالة التي اراد النظام ارسالها الينا بزرع الخوف بداخلنا بعد بدء الحملة وانتشار افكارها بين الشباب هي رسالة مرفوضة ، نعيد ارسالها للنظام ونقول له : نحن لا نخشي الا الله وكلنا طه عبد التواب ، كلنا سنفضح التجاوزات وانتهاك الحقوق ولن نصمت ولن نخاف حتي تتوقفوا عن القمع والارهاب الذي تمارسونه ضد المصريين واذا كان طه عبد التواب قد فضل الموت - وهو يضرب عن الطعام -علي انتهاك الكرامة فاننا جميعا علي الاستعداد للتضحية مهما كانت غالية من أجل ما نؤمن به من أفكار

3 – ان قمع الافكار واسكات افكار المعارضين والمطالبين بالديموقراطية بواسطة العصا الغليظة للأمن هو دليل علي ضعف حجتكم وفشلكم في مواجهة تيار الديموقراطية المتدفق الذي لن تتوقف امواجه حتي تصنع التغيير المنشود من أجل مصلحة هذا الوطن وابنائه

4 – ان ما تفعلونه من قمع واعتداء علي الحريات وانتهاك لكل حقوق الانسان هو أمر بالغ السوء ويؤثر سلبا علي صورة مصر بين دول العالم ولذلك فان خوفنا علي مصر سيجعلنا نفضح ممارستكم وادعاءكم لاحترام حقوق الانسان ولن يقتل القمع الافكار ولن يغير المباديء بل سيزيدها رسوخا ويقينا

5 – ان الكم الهائل من التضامن سواء من المصريين بالداخل او الخارج وكذلك كل نشطاء ودعاة الديموقراطية في العالم هو شيء يبعث علي الأمل ويجعلنا نؤكد ان عقارب الساعة لن ترجع للوراء وان المصريين اليوم لن يقبلوا او يصمتوا تجاه اي انتهاك او ايذاء لمواطن مصري واحد

6 – سنظل نطارد المفسدين وكل من يجني علي حقوقنا ولن نتوقف حتي يزول الليل عن هذا الوطن وتشرق شمس الحرية والكرامة لكل المصريين .. ولتبقي الحرية للجميع

وثق الشهادات من اعضاء الحملة الشعبية
د / احمد أنيس د / مصطفي النجار
محمود دهشان عبد الله فارس

2 comments:

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزي دكتور مصطفى
بارك الله سعيكم الكريم لمساندة الرجل الشهم الدكتور مصطفى عبد التواب، هل تم وقف الضابط فعلا ولا لأ؟ تحياتي

جلال كمال الجربانى said...

مصر بدأت تصحى من النوم ومش حتنام تانى