Sunday, January 3, 2010

الحق في الموت ..حق مكفول للمصريين


الحق في الموت ..حق مكفول للمصريين

-----------

لكل الفرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه

هذه هي المادة الثالثة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان

في بلدي ربما صار هذا الحق معكوسا لا يتعلق بالحياة بل بنقيضها وهو الموت ، لا تستطيع أن تحيا هنا كما تريد وانت طبعا غير حر، اما عن سلامتك الشخصية فهذه رفاهية لا تليق بنا بل هي دعابة في ظل أي نظام مستبد يقهر الناس طوال الوقت ، حرمونا من هذا الحق كما حرمونا من حقوق كثيرة كفلتها القوانين والمواثيق الدولية لكل البشر بلا استثناء ولا تمييز ، ولكننا لم نكن من هؤلاء البشر الذين يتمتعون بهذه الحقوق

نعم حصلنا بكل جدارة علي حق الموت وباختيارات وخيارات متعددة أتاحها لنا النظام في كرم بالغ منه لا بد أن نعترف به ونقر ولا نكون مواطنين عاقين وغير مؤدبين


بامكانك أن تختار كيف تموت ، وان لم تختر فهم قد اختاروا لك ، ويسروا لك كل سبل الموت بدءا من تيسير الاصابة بالفيروسات الكبدية التي صارت مصر موطنا لها ، لقد بذلوا مجهودات خرافية ليصبح الالتهاب الكبدي الوبائي سي مرضا شعبيا أصاب حتي الأن ما يقرب من عشرين مليون مصري وهم في ازدياد حتي لا يحسد مواطن مواطنا أخرا أصابه الفيروس ثم مضاعفاته ومات ليستريح من هؤلاء ، الفرصة الأن متاحة لكل المواطنين ، ولم تعد تدرك من أين سيدخل جسدك الفيروس رغم أنك ربما - لم تدخل في حياتك كلها عند طبيب ولا زرت مستشفي - وتراعي كل الاحتياطات ولكن في مصر – مع الاخذ بكل هذه الأسباب – قد تفاجيء أنك من حاملي الفيروس ولله في خلقه شئون


لا تعجبك الفيروسات الكبدية ، اذن أمامك خيار أخر هو الفشل الكلوي أو والعياذ بالله السرطان الذي ارتفعت نسبته باطراد بين أطفال مصر وكبارها وكلهم قد أكلوا يوما من الخضروات والفواكه التي مستها المبيدات المسرطنة والممنوعة دوليا والتي أدخلها الي مصر رجالات ورموز نظامية أثبت القضاء أنهم تورطوا في عقد هذه الصفقات المشبوهة التي دمرت صحة المصريين بالاضافة الي الزراعات التي عاشت طويلا وهي ترتوي بمياه المجاري


قد تكون ممن لا يحبون الطعام ولا يأكلون كثيرا ، ولكنك تشرب الماء !! وشرب الماء كافيا ليمنحك خيارا أخرا للموت من الممكن أن تسأل عنه أهل قرية البرادعة الذين نزل بهم التيفود لشربهم الماء المختلط بالصرف الصحي وهذا حال كثير من القري في مصر أتاح لهم النظام هذا الخيار السريع للخلاص من الحياة


قد تكون ممن يخافون علي صحتهم فلا يأكلون الا الطعام الاورجانيك ولا يشربون الا المياه المعدنية – التي ثبت كثيرا ان اغلبها مياه عادية – اذن هناك خيار أخر ينتظرك وأنت في سفرك اما بالقطار واما بالعبارة ، القطارات خيار ممتاز أثبت نجاحه كثيرا في قطارات الصعيد والعياط وكفر الدوار أما عن البواخر والعبارات فسمعتنا فيها لا مثيل لها وأسأل عن عبارات ممدوح اسماعيل التي أراحت مئات المصريين من الحياة وأهدتهم الموت


وهناك خيار حصري بعلامة تجارية مصرية مميزة موجود في سلخانات التعذيب وما عماد الكبير وكل أقرانه عنا ببعيد ولكنه خيار نسأل الله أن يعافي الجميع منه فرغم ضمانته وفعاليته الا أنه شديد القسوة والألم


هناك أيضا خيارات أخري غير مباشرة ولكنها تمنحك الموت ، فالفقر المتفشي جعل الكثيرين يقدمون علي الانتحار وقتل ابنائهم لأنهم لم يجدوا ما يطعمونه لهم ، وعدم تكافؤ الفرص وشيوع الواسطة والمحسوبية أصاب الكثيرين بالاحباط الذي جعلهم يموتون انتحارا او كمدا وغما وتحسرا علي أنفسهم


اذا ظلللنا نبحث ونوثق الخيارات المتاحة لنا للموت في مصر سنجدها لا تنتهي ولكن هل يظن من وهبونا خيارات الموت أننا سننسي خيار الحياة ........ !!!

ان أخطر ما قد يصيبنا هو موت الاحياء او حياة الموتي وهي أن نرضي بكل هذه الأوضاع الشائنة ونتعايش معها ولا نفكر في تغييرها ، ان الفارق بين الحيّ والميتّ ليس مجرد الوجود علي قيد الحياة ولكن حياة الروح ، لذا فقتل الروح داخل الجسد الحيّ يجعل صاحبه ميتا مهما ظن غير ذلك ....!!


قد نتألم وقد نصرخ وقد نسخر من حالنا ولكننا بشر بداخلنا نفوس تطمح للحياة مثل كل البشر ، لو قتلوا بداخلنا معني الحياة فلا معني لوجودنا ، لو قتلوا بداخلنا التحدي والحماس والرغبة لن نختلف عن الأموات

فلنحلم بالحياة ولنصر علي انتزاعها من بين قيودهم وأسواطهم فهذا حقنا أن نعيش كما نريد أحرارا أمنين

مهما كان الليل طويل

والبرد عشش في الضلوع

واختفت منا المشاعر

كل شيء صحا الدموع

والحب حلم ما بنطلوش

هو ايه معني الحياة ؟

لو ملانا الخوف يا ناس ؟

لو طاطينا لكل ريح ؟

ورضينا نشرب أي كاس ؟

هو ايه معني الحياة

لو اتحبس جوانا صوتنا ؟

هو اتقتل فينا الحماس؟

بالخوف حياتنا زي موتنا

بالخوف حياتنا زي موتنا

1 comment:

samar osama said...

عندك حق يا دكتور ... المصريين بقى مكفول لهم حق الموت وليس الحياة .. واحنا بنحلم بالتغيير والاصلاح .. بس ازاى ؟؟