Friday, December 25, 2009

ترانزيت



لا يعرف الاستقرار ولا يبحث عنه ، انه شيء قاتل بالنسبة اليه ، فهو كالماء الجاري اذا توقف ركد وتغير، قد يسكن أحيانا لكن ليثور من جديد ، شبيه البحر بأمواجه المتتالية التي تتعاقب بين انخفاض وارتفاع وهدوء واحتدام ورقة وثورة ، يمضي لا يعنيه ما حوله ، اذا اختار الطريق لا يعرف الا السير فيه والتقدم متحديا معوقات الواقع ومتجاوزا توقعات الأخرين

مجنون من يعشق مثله، من عشقه كمن عشق البحر ، وهل يأمن أحد ما يفعله به البحر ؟ كنحلة تطوف علي الزهر تستنشق الرحيق ولكنها لا تتوقف علي أي زهرة والا ماتت للتو ، هكذا هو : بحر بلا مرسي ، طير بلا مأوي ، حلم بلا حقيقة ، خيال بلا منتهي

أجزائه متناثرة الأشلاء ، في كل أرض تجد منها جزءا قد تركه حلم أو ذكري أوألم أو نجاح أو اخفاق ، كونيّ التكوين ، مبعثر الأعماق فوضوي الاحساس والهوي ، الحرية قيمته الانسانية الأولي التي ارتبطت به ، يرفض كل القيود ، حتي لو كانت قيودا من عاطفة أوعشق أووصال ، لا يعرف الا الحرية ولو كانت الأديان بشرية الابداع لجعل دينه هو الحرية

هو الجاني والضحية في نفس الوقت ، انه جان علي من يحبه ويقترب منه وضحية عقله ونفسه التي لا تعرف السكون او الاستقرار وتأنف منه ، ظالم ومظلوم ، هكذا تكون وهكذا ترسخ في جذر هذه الحياة

في رحلته كم داس علي زهرات استئنس بألوانها وعبقها الساحر حينا ، ثم انفض عنها مللا وضيقا ، في رحلته كم منح السعادة لقلوب عدة لكنه فجعها برحيله المفاجيء بعد أن أهداها بذور السعادة وترانيم الأمل ثم حان وقت رحيله الذي لا يستطيع ان لا يلبي نداءه الأبدي

قد يبدوا دائما باسما لا تغادر البسمة شفتيه حتي يخاله الناس أسعد أهل الارض ولكن في أعماقه حزن دفين يعرفه من يدلف الي أعماقه التي أثخنتها الايام

تمضي السنون وتتعاقب الأحداث ويختلف البشر ولكنه علي حاله لا يتغير وعن سفره لا يتوقف فقد كتب له القدر ان تكون حياته كلها

ترانزيت

No comments: