Sunday, December 20, 2009

حول جمال البنا .. ودلالات مفجعة




كان الامر بالنسبة لي عاديا ، اذ دعاني صديق واستاذ اعتز بمعرفته الي حضور الصالون الفكري الذي يقيمه الاستاذ أحمد المسلماني الكاتب والاعلامي في منزله بالزمالك ولبيت الدعوة وذهبت معه ومعنا صديق أخر لحضور الصالون وعندما ذهبنا وجدنا الصالون يستضيف الاستاذ جمال البنا احتفالا بذكري ميلاده وبلوغه العام 89 ودار نقاش طويل بين الاستاذ جمال البنا وعدد من الحاضرين الذين كانوا اما اعلاميين او مثقفين او مهتمين بفكرة الاحياء الاسلامي وتجديد الخطاب الديني وكان النقاش ممتعا ومتوازنا اذا اتفق معه البعض واختلف معه البعض وهاجمه البعض والرجل بصدر رحب يسمع ويجيب دون ضجر او ضيق وفي النهاية التقط الحضور معه صور تذكارية بمناسبة عيد ميلاده وعدت لمنزلي ورفعت الصور علي صفحتي بالفيس بوك وفوجئت بكم الهجوم الضاري والتجريح الشخصي والشتائم القاسية علي الانبوكس وعلي البوم الصوروكأنني قد تحولت عن ديني او قمت بسب او ازدراء الاسلام او اكثر من ذلك حتي اني قد شككت في نفسي وراجعتها علني اكون قد أصبت جرما أو اثما ولم أدري به

وهذا رابط الالبوم الذي قمت برفع صور الصالون عليه وهناك تجدون التعليقات التي اشير اليها ولن أسيء اليكم بنشر بما وصلني من شتائم واهانات وتجريح وتخوين وصلني عبر الانبوكس

http://www.facebook.com/photos/?ref=sb#/album.php?aid=142052&id=619301486

لا احب الجدال وتضييع الوقت فيما لا ينبني عليه عمل ولكن أحب أن أوضح الأتي وهذا رأيي الشخصي الذي يحتمل الصواب والخطأ :

1 - بالطبع انا مختلف مع كثير من اراء الاستاذ جمال البنا مثلكم تماما
ولكن لا يعني ذلك الا احترمه علي المستوي الانساني ولا علي ما احسن فيه وقد علمنا ديننا الانصاف والرجل له كتابات كثيرة غير فتاويه الغريبة التي اصطادها الاعلام وجعل منها صورة ذهنية عن الرجل عند عدد كبير من الجمهور ولكننا لم نعرف له غير فتاوي القبلة والتدخين برمضان وما شابه

- 2 ان جلوسي واستماعي للنقاش الذي دار بين الاستاذ البنا ونخبة من المثقفين حول اراءه كان مفيدا للغاية اذ ان هناك من وافقه افكاره وهناك من هاجمه بشدة واعترض علي اغلب اراءه وفند منهجية اجتهاده ونظرته لتجديد الفقه والتعامل مع النصوص


-3
ان رفض اي انسان واقصاءه من دوائر حياتنا لمجرد انه يحمل افكارا تختلف عنا او عما نؤمن به ولو كانت حتي افكارا غريبة او شاذة هو نوع من التطرف المرفوض الذي يعبر عن ضيق الافق وضعف الحجة اذ ان الفكر يواجه بالفكر فاذا اخطأ اي انسان او خرج عن المألوف برأي فلنواجهه برأي وحجة تفند ما يقول وتبين سخفه اما الشتيمة في البشر وازدراءهم فلا يمت الي الاسلام الذي اعرفه بشيء اذا ان الله جادل الكافرين ورسولنا حاجج اعتي المشركين بالفكر والرأي وليس بالشتيمة والتحقير فما بالنا بمسلم

4 - ان يعتقد من اعدوا حفلة عيد ميلاد الاستاذ جمال البنا انه مفكر وانه صاحب مشروع احيائي فهذا حقهم وان يعتقد البعض انه صاحب مشروع تخريبي فهذا ايضا حقهم ولكل انسان ان يتبني ما يشاء من اراء ووجهات نظر


5 - صدمني طريقة التعليقات التي ان دلت فانما تدل اننا مجتمع مازال امامه الكثير حتي يتعلم ويترسخ داخله مبدأ حرية الرأي والتعبير والي الاعزاء ليتكم تقرأون التاريخ الاسلامي قبل ان تطلقوا رصاصاتكم ليتكم تتذكرون كيف كانت الحضارة والنهضة الاسلامية تعطي الحق لفرق ومذاهب ومدارس فكرية ان تختلف في تفسير العقيدة نفسها كالمعتزلة والاشاعرة والماتريدية والظاهرية ، ولكن ونحن في القرن الواحد والعشرين وبعد تغلغل الفكر البدوي لا نحتمل مجرد الاختلاف في بعض الامور التي لا ترقي الي امور العقيدة ، وكم احزنني ان كثيرا من التعليقات هي لمن يفترض انهم يتبنون الفكر الاسلامي الوسطي الحضاري ويتخلقون بأخلاقه وقيمه التي تمنع التجريح والتفتيش في النوايا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

6 – الي من أدمنوا الهجوم علي كل مختلف أتساءل أين عطاءكم لمشروعكم الذي تذودون عنه الان بالشتم وازدراء البشر ، أليس الأولي ان تتحول تلك الجهود الي محاولات جادة لاحياء واعادة صياغة وتقديم المشروع الذي يفخر كل منكم بالانتماء اليه ؟؟ أم أن الشتم واقصاء الاخرين هو أسهل وأشد امتاعا ؟ الي متي نظل نفكر ونتعامل بهذه المنهجية المشوهة التي لا تعرف انصافا ولا تمييزا للمواقف والأطر ؟ ولماذا شخصنة الأمور عند كل نقاش ؟ لماذا لا نفصل بين الفكر وصاحبه ؟؟

7 - اعتز بكل من اختلف معي وكل من هاجمني بل وكل من جرح في بشكل مباشر او شكل غير مباشر واسأل الله المغفرة للجميع واشهده اني سامحت كل من جرح او اساء قصدا اوسهوا ..تعلمت منكم الكثير وأشرف بتواصلنا و اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية دمنا أحباء ا أوفياءا دمنا جميعا بفهم وود وحب ونقاء

2 comments:

Journaliste-Tunisien said...

أخي العزيز مصطفى، موقفك سليم فلا تخش في الحق لومة لائم

بسم اله الرحمان الرحيم: "ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور" صدق الله العظيم

زياد الهاني/تونس

فليعد للدين مجده said...

اخي مصطفي
لاشك ان الحوار وتفهم الاخرين من قيم الاسلام الاساسية
ألم يخاطب الله الكافرين بقوله (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين)
ومن لم يتشبع بهذه القيمة السامية فعليه ان يراجع نفسه ويعيد تربية وتهذيب خلقه