في عينيها حزن وشجن يرافق خطواتها ، وفي عينيه نفس الحزن وذاك الشجن ، يجتمعان فتري لوحة انسانية فريدة ، حزن وحزن يلتقيان ، شجن وشجن يمتزجان ، يحاول كل منهما ان يخفف احزان الاخر ولكنهما لا يستطيعان ، كأن الحزن رابض في اعماقهما ، كأنه جزء من تكوينهما ، لكل منهما ابتسامة ساحرة تسحر من يتحدث اليهما وتأسر قلبه ،ولكن وراء هذه البسمة حزن عميق لا تخطئه عين المتفرس الماهر
يفهمان بعضهما البعض من نظرة عين ، من كلمة مكتوبة ، من لحن رقيق ، يتشاركان وجدانيا ويتشابهان لحد التماثل والتماهي
يبدوا هذا الصفاء علي الوجه وعلي تقاسيمه وتفاصيله ، سبحان الخالق من ابدع خلق الانسان وجعل له من خلقته نصيبا في طبعه وحديثه ومشاعره ، انظر في عينهما لتبتسم رغم الألم الدفين فيهما ، انظر الي عينهما لتأخذ طاقة وعزما بلا حدود رغمما تشعره من غصة قلب ومعاناته
حلمهما واحد ، لكن طريقهما ليس واحد ، هكذا شاءت الاقدار ان لا يجتمع لهما الطريق ، ولعلها حكمة القدر حتي يظل هذا الحزن والشجن الخلاق فيهما ، ربما اذا توحد الطريق ، فقدوا ما جمعهما من حزن وشجن ، ربما اذا توحد الطريقلم يحدث هذا التمازج الانساني الفريد ، ربما اذا توحد الطريق لم يصنعا هذه الحالة التي يتنبأ الكثيرون بها وهم يرونهم يمضون بدأب نحو الحلم
حالمين هما ، عاشقين للعطاء ، انسانيتهما مميزة ونقية ، لم تلوثهما أفات البشر ، لا يعرفان غلا ولا حقدا ولا حسدا ولا ضغينة ، يفيضان بالحب علي كل من حولهما ، هما طاقة ايجابية تنتقل لكل من يقترب منهما ، يحلقان دوما في أفاق المستقبل ولكنهما مرتبطان بواقعهم يقاومون قسوته ويبذلون كل جهد لتغييره الي الافضل
ساركل منهما في حياته ردحا من الزمن ورأي ما رأي وعاني ما عاني واختار ما اختار وفارق من فارق ، وجمعتهما الأقدار في لحظة موعودة وبأجل مكتوب ليقودا هذا الركب نحو حلم جميل يعيش له الكثيرون ، حلم في حياة أفضل
يحن كلاهما احيانا أن يتوحدلهما الطريق كما توحد الحلم ولكن القدرأبي ذلك وجعله صعبا للغاية بشكل يقترب من الاستحالة ولكنه حنين سيظل بقلبيهما الرقيقين يعاود ويغدوا ويعلوا ويخفت ويقترب ويبتعد ويصنع بينهما حالة من الحرمان القدري الذي يوجع القلب ويؤلمه ويجعله يتوهج في نفس اللحظة بوهج الأمل وانتظار القدر وتغيرات الدنيا وكذلك البشر
في هذا الاطار الجميلللوحة من لوحات الحياة ألمح هذين الوجهين بحزنهما وبسمتهما ، انتظر معهما ما ستأتي به الأيام ، ولا أحد يدري بما سيأتي الغد ...نعم لا أحد
لا تنام ------- يأتي الليل ويحل الظلام وتهدأ الاجواء في هدوء وسكون بالغ ، لا يقطعه الا صوت عقارب الساعة تتحرك ببطيء ، وعينيها تنتقل بين الساعة وبين نافذة حجرتها ، قطرات خفيفة من المطر تلامس زجاج نافذتها وتجعل منه لوحة سريالية بديعة ، تمعن النظر في الزجاج ، تشعر ان هناك عيون كثيرة تبكي بجوارها وتسيل دموعها ، تنطلق مع هذا الاحساس ، تخنتق روحها وترتفع درجة حرارة وجهها لتنزل منها قطرات من الدموع تبلل وجنتيها الرقيقتين ، تغطي وجهها بيديها ، تمسح دموعها وترجع الي لحظة سعيدة من شريط ذكرياتها تقف عندها ، لتتحول دمعتها الي بسمة تمليء وجهها ، تبتسم بخفوت وضعف وتتمني لو استمرت هذه اللحظة السعيدة في حياتها وتوقف الزمن عندها
يحسبها الناس أسعد انسانة في الوجود وهي تري نفسها أتعس مخلوق علي وجه الأرض ، اتاها الله من الجمال ما تحسدها عليه بنات حواء ، ظروف نشأتها ونضجها جعلت منها حالة انسانية متفردة ، قلبها قلب صبية في العاشرة من عمرها وعقلها عقل حكيم علمته السنين واصقلته التجارب ، تمد يد العون لكل من حولها ، صديقاتها يستشرنها في كل شئون حياتهن الخاصة والعامة ، لا تبخل عليهن بشيء ، يثقن فيها دوما ، تتلفت حولها الان ، لا تري الا نفسها جالسة بمفردها ، لا أحد تبث اليه شجونها وألامها ، لا أحد يشاركها هذه اللحظة الطويلة المؤلمة
تغالب عينيها وتحاول ان ترغم نفسها علي النوم ، ولكن بلا جدوي ، يتسلل من بعيد الي مسامعها صوت ام كلثوم وهي تشدوا ب( هذه ليلتي ) ... هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماض من الزمان ..وآت … نعم فحياتها الان ما هي الا ماض تحمله معها ، وآت تنتظره ولاتعرف الي اين سيمضي بها وكيف سيكون ؟؟
يرتفع صوت الكلمات ليصل اليها اكثروأكثر لتسمع بوضوح
- سوف تلهو بنا الحياه.. و تسخر-
- ياااااااااااه كم تعبر عنها هذه الكلمات ، كم لعبت بها الدنيا وكم كان لهو الأقدار معها ، كم سخرت منها وجعلتها احيانا تضحك من نفسها وتعجب ، اذا كيف سارت في هذا الطريق ؟ وكيف اختارت هذا الاختيار؟ وكيف ارتضت ان تصل لما هي فيه الأن من وحدة وشجون ؟
تقوم من سريرها ، لتفتح نافذتها وتقف ترقب زخات المطر التي تبدوا بوضوح عند مصباح الانارة الضخم المواجه لمنزلهم
- وليكن ليلنا طويلاً طويلا –
- اه من طوله الذي فاق كل الحدود ، هل هي ليلة سرمدية لا تزول لتستمر في حالتها هذه؟
يا حبيبي طاب الهوى ما علينا لو حملنا الأيام في راحتينا صدفةٌ أهدت الوجود إلينا و أتاحت لقاءنا فالتقينا في بحارٍ تئنُ فيها الرياحُ ضاع فيها المجدافُ و الملاحُ كم أذل الفراقَ منا لقاءٌ كل ليلٍٍ إذا التقينا صباحُ
اه من مرارة الفراق ، اه من طول الانتظار ، ينتظر الناس مسافرا او غائبا سيعود في يوم ما ، ولكن ماذا تنتظر هي ؟؟ لا يوجد اصلا من تنتظره ...! فلماذا تقف الأن في نافذتها ترقب ناصية الطريق وتلتفت مع كل ضوء يصدر عن سيارة تمر اسفل نافذتها ....
يا حبيباً قد طال فيه سهادي و غريباً مسافراً بفؤادي سوف تلهو بنا الحياه و تسخر
انه غريب غير معلوم لها ولا لأحد غيرها، قد يكون وهما أوخيالا او قبسا انار لحظة في السماء ثم انزوي وخفت بريقه وقد يكون حقيقة يضمرها الغيب ولم يأت بعد أوانها هل هو بعيد عن أرضها؟ هل هو قريب من دارها ؟ قريب او بعيد ، في النهاية هو غير موجود ، اليست هذه سخرية لاذعة ؟ اذا استوي القرب والبعد فما الفارق الان ؟ لا شيء ............
فيك صمتي و فيك نطقي و همسي و غدي في هواك يسبق أمسي
نعم كم كان الأمس مؤلما ولكن الغد سيكون أفضل بلا شك ، تطمئن نفسها وتنزع الخوف من داخلها ، ليس عندها قدرة ان تتحمل اكثر من ذلك ، ليس عندها صبرا أكثر يجعلها تنتظر طويلا
ترجع الي سريرها وتعتريها رعشة وبرودة تسري في أوصالها وتضع رأسها علي وسادتها وهي تردد
هذه ليلتي فقف يا زماني سوف تلهو بنا الحياه.. و تسخر
سألت نفسي من هم المسيحيون ؟؟ من هم الجزء الثاني المكون لبلدنا التي طيلة تاريخها عاش فيها المصريين مسلمين ومسيحيين ومعهم اديان اخري بلا مشاكل من هم بين المصريين ؟ كيف يبدون ؟
هل هم دعاة الفتنة وتأجيج التعصب الذين يتاجرون بالقضية و يرتزقون منها ؟ هل هم المقتنعين بمحاضرة الانبا توماس في امريكا التي قال فيها اننا لسنا عرب واننا نشعر بالخيانةِ من إخواننا في الوطن ....!
هل هم من يقولون ان العرب كانوا محتلين وغزاة مجرمين وان مصر وطن مسيحي مغصوب من قبل المسلمين ويجب تحريره كما تقول مجلة الكتيبة الطيبة القبطية ؟ هل هم ايضا يقولون " المصريون من أصل عربى ضيوف .. واللى موش عاجبه يمشى ) كما نشرت روز اليوسف بتاريخ 20 / 12 /2005 نقلا عن مجلة الكتيبة
قد يكون هؤلاء مسيحيين وبعضهم يدعي المسيحية وهو لا يدري من تعاليمها شيئا ولكن كم يبلغ عدد هؤلاء ؟ هل هم ممثلون للأمة القبطية بأسرها ؟
لا اعتقد ذلك .. انا مصري ومسلم ولدت في هذه الارض الطيبة ، ونشأت في بيئة بها مسلمين ومسيحيين ، كان من جيراننا مسيحيين ملتزمين يذهبون للكنيسة كل يوم أحد ويذهب ابناءوهم كل يوم جمعة صباحا مع معلميهم للكنيسة او لرحلة بتنظيم الكنيسة ويعودون الي بيوتهم كما كنا نذهب نحن الي المسجد ونمارس من خلاله انشطة اجتماعية مثل الرحلات ودورات كرة القدم وغيرها
وكان من جيراننا مسيحيين لا يذهبون الي الكنيسة ولا يهتمون بهذه الامور الدينية مثل بعض المسلمين لا يذهبون الي المساجد الا نادرا في الجنازات او الافراح ولا يشغل الدين عندهم جزءا كبيرا من اهتماماتهم
فرحنا كان واحد وحزننا كان واحد وهمومنا ومشاكلنا كانت واحدة فكلنا نعاني من نفس مشاكل الحياة اليومية في وطن منهك وليس هناك مشاكل لطرف دون أخر ، كان الوطن هو همنا وألمنا وجرحنا وحلمنا وفرحنا ونحن فيه شركاء أبد الدهر
لم اكن اشعر بحالة الاستقطاب الحادثة الان ، كل انسان يعبد ربه كما يريد وكما يعتقد وكما يؤمن فالله العدل هو من قال ( لا اكراه في الدين ) ، نلعب معا الكرة في الشارع وعندما تحين الصلاة ندخل نحن المسلمون – من يصلي فينا – للمسجد ليصلي ويعود الي اصدقائه الذين ينتظرون عودته وقد اوقفوا اللعب احتراما لوقت الصلاة ، في رمضان كان جيراننا المسيحيين يهدوننا اطباق قمر الدين والمشمشية والمهلبية بعد صلاة التراويح وفي نهاية رمضان يشاركوننا في عمل كعك العيد وعندما تنتهي فترة صيامهم نهديهم وجبات مطبوخة تحتوي كل انواع الاطعمة التي كانوا ممتنعين عنها اثناء ايام صيامهم ، كان الجو تلقائيا بلا تكلف ، يصدر عن نفوس متحابة تغلب مشاعر الاخوة الانسانية وحقوق الجوار علي اي شيء
كبرت وتخطيت مرحلة الطفولة وتبدل الحال وصحوت علي واقع مرير ، صارت هناك مشاكل خاصة لجزء من المصريين هم المسيحيون ، مشاكل تتعلق بكونهم مسيحيين فقط بعد ان كانت مشاكل كل المصريين واحدة يتشاركون فيها جميعا ويحملون نفس الهم
تغير احتكاك جيراننا بنا وضعف مع الايام وبعد ان كانت المنازل في الشارع مختلطة بها سكان ومسلمون ومسيحيون بدأت أري عمارات جديدة لا يسكنها الامسيحيون وتضع علي ابوابها صلبانا كبيرة بل اصبحت اجد شوارع كاملة وحواري يتركز بها المسيحيون في السكن
اشقائي الاصغر مني ليس لهم اصدقاء مسيحيين وفي الجامعة تجد اغلب الطلاب المسيحيين منعزلين وحدهم في جيتوهات اجتماعية بل صار لهم مكان معين يجلسون فيه مع بعضهم البعض وقلت نسبة الصداقة بين المسلمين والمسيحين كطلاب
وتغيرت الصور الذهنية عند كلا الطرفين تجاه الاخر فالمسيحيون يقول بعضهم لابناءهم لا تتعاملوا مع المسلمن حتي لا يغضب عليكم الرب وحتي لا يفسدوا عقيدتكم والمسلمون يقول بعضهم لابناءه لا تأكل طعام المسيحين ولا تصاحباي زميل مسيحيحتي تظل مسلما ويرضي عنك الله
وانطلقت الافاعي من جحورها تكرس الاستقطاب وتضاعف عزلة الطرفين وانكفاء المسيحين الي الكنيسة التي تغير خطها من التسامح الي تبني خطاب طائفي والتحدث باسم ملايين المسيحين كأنهم رعايا دولة اخري داخل دولة اكبر ، مما جعل المسيحيون يتترسون بالكنيسة وينعزلون عن المجتمع ، فلم يعد هناك قبطي ينجح في الانتخابات مثل العظيم مكرم عبيد ولم يعد المسيحيون مشاركين في الاصل في الحياة العامة الا بأعداد قليلة للغاية
واصبح المسيحيون بلا ارادة منهم ورقة لنظام غير ديموقراطي لا يعنيه الا البقاء ولو علي اشلاء الوطن ، يلعب بهم ويوظفهم سياسيا في الداخل والخارج ويساعد احيانا في تأجيج الفتن التي ربما يكون هو المستفيد منها في مساحات وحسابات أخري
ووجد بعض اعداء الاديان فرصة في استغلال المسيحيين ايضا للهجوم علي كل ما يمت للدين بدعوي العلمانية ، فصدروا لهم فزاعة الاسلاميين والدولة الدينية التي ليس لها وجود الا في خيالهم ، فرأينا من المسيحيين من يحمل لواء العلمانية المتطرفة التي تحارب الدين ، رغم انه لو فكر لعلم ان المسيحيين لو طبقت عليهم العلمانية المتطرفة كنظام سيكونوا اول المضارين ومثال بسيط هوعقد الزواج المدني الذي سيمنع المسيحين من عقد الزواج الكنسي والذي سيفتح مسألة تعدد الزوجات خلافا للتعاليم الكنسية القائمة التي تعتبر الزواج الثاني زنا وهذا مثال بسيط لما ستجنيه العلمانية المتطرفة علي المسيحيين قبل المسلمين
وعي الجانب الاخر نشط متطرفون يدعون الانتماء الي الاسلام يزيدون من حرارة الاستقطاب ورفض الاخر والمخالف دينيا ضاربين بمبدأ حرية العقيدة عرض الحائط
وغاب صوت العقل وباتت صور الوحدة الوطنية وتبادل القبلات الرسمية مشهدا مملا وسخيفا بين الشيوخ والقساوسة
لكن في داخلي رغم كل ما حدث ما زلت أؤمن ان المسيحيين ليسوا الانبا توماس صاحب الخطاب الطائفي الشهير وليسوا المتاجرين بالقضية والمتهجمين علي هوية الامة
ما زلت اري المسيحيين هم المصريين الطيبين ، هم جرجس العامل البسيط في شركة الكهرباء الذي يخرج كل يوم مع عم ربيع المسلم ليقوموا بانارة اعمدة الكهرباء لكل المصريين ويتكهربوا معا من الاعمدة ولكن يضحكون معا ويدعون ربهم بالستر ، هم مدامماريانا الموظفة المصرية المطحونة والتي تعبت من سيارتها الفيات 28 المتهالكة كعدد كبير من المصريين ، هم دكتور سمير الذي هو امهر طبيب في منطقتنا يذهب اليه المسلمون قبل المسيحيين ثقة في مهارته واخلاقه ودماثة خلقه ، هم فيولا المصرية ام ابانوب وروماني وكرستين التي ترسلهم الي استاذ محمود ليذاكر لهم دروسهم ويعلمهم ، هم هاني الشاب المصري الذي يعاني من البطالة كملايين الشباب ويبحث عن عمل في أي مكان ، هم عم وحيد المواطن المصري الذي حلم حياته ان يزوج بناته الثلاث ويطمئن عليهم ويحاول ان يدبر ويقتصد ويدخل في جمعيات مع جيرانه حتي يستطيع تجهيز بناتهللزواج
المسيحيون ليسوا كلهم نجيب ساويرس وليسوا كلهم الاثرياء تجار الذهب وملاك القصوروليسوا يقبضون مرتبات شهرية سخية من الكنيسة ، هم مصريون عاديون يعانون نفس معاناة حياتنا اليومية ، من شذ منهم وتطرف ردا علي تطرف مسلمين فهو استثناء ، من انسلخ منهم عن الحضارة العربية العظيمة ورفض هويته العربية وتبرأ منها فهو لا يعبر الا عن نفسه ، اما السواد الاعظم من المسيحيين فهم بسطاء لا يعرفون الكراهية وهم ضحايا دعاة التحريض وارباب التطرف ودعاوي الطائفية وتهييج المشاعر وتزييف الاحداث ، هم ضحايا الكنيسة التي ارتضت ان تسير في ظل النظام ظنا انه افضل خيارا من الديموقراطية ونتائجها ، هم ضحايا النظام الذي يخوفهم ويطلق الفزاعات المختلفة في وجوههم ليكرس الانقسام والتعصب بينهم وبين بقية المصريين ليظلوا معزولين داخل وطنهم الذي لهم به كل الحقوق مثل كل ابناء الوطن ، هم ضحايا نظام قمع الحريات وفتت المجتمع وجمد مفاصله ، هم ضحايا كملايين المصريين من المسلمين ، الكل سواء ، ومع القمع وغياب الديموقراطية والمناخ الايجابي تختفي ثقافة التسامح ويحل مكانها الكراهية والتمييز والاضطهاد بين المضطهدين انفسهم
ايها المسيحيون اخرجوا من كنائسكم وعودوا الي وطنكم الاكبر مصر التي ستظل وطنكم مثلما هي وطن لاخوانكم المسلمين ، اعتزوا بحضارتكم العربية التي كنتم فيها شركاء مع المسلمين ، لا تتخلوا عن هويتكم ولا تنسلخوا عنها ،هويتنا نحن المصريون هي الهوية المصرية العربية الاسلامية والمسيحية صاحبة الخصوصية الفريدة
تبرئوا من المتاجرين بقضاياكم واعلنوا ان عهد تغييب العقول قد مضي
ايها المسلمون : عودوا لتعاليم دينكم الذي يأمركم بالتسامح وبحرية الاعتقاد لكل انسان خلقه الله ، اوقفوا المتطرفين الذين يشعلون الحرائق ويشقون صف الامة المصرية ، ادوا عهد نبيكم الذي اوصاكم باخوانكم الاقباط خيرا وحذركم من انه ( ص ) سيكون خصيما لكل من اذي احدا منهم
عدوكم واحد وحلمكم واحد وألمكم واحد وفرحكم واحد ، تكتلوا معا من اجل مستقبل افضل لناجميعا ، لا تطالبوا بمطالب طائفية فهذه كلها مسكنات وانما يكمن العلاج الجذري لكل داء وألم في شمس الحرية التي غابت عن وطننا كثيرا ، ستنتهي مشاكلنا كلها عندما نصبح احرارا في وطن حر يحترم الانسان واختياراته وتغدوا الديموقراطية هي الضمانة التي تحفظ سلامة المجتمع بكل اطيافه، عيشوا مصريين وموتوا مصريين ، فمصر وطن يحوي الجميع