Friday, July 10, 2009

قررت أن أعيش




يا صديقي

أكتبها اليك والي نفسي والي من سيأتون بعدنا

ليستكشفوا الطريق

قررت أن أعيش

فكرت في حياتي كلها منذ ولدت وحتي الان وقد كبرت لاصبح رجلا ثلاثينيا

راجعت مسيرة حياة مليئة بالاحداث والاحزان والجراح والنجاح والاخفاق

نظرت لكل من أعرفهم حولي وكل من اعيش معهم ولهم

نظرت لسلوكي في حياتي فوجدت انني قد ربحت اشياءا كثيرة و ساهمت في اسعاد من حولي وبذلت من روحي ووقتي وجهدي لهم ولكنني قد قصرت تقصيرا بالغا في حق انسان واحد في هذه الحياة

تجاهلته تماما وجعلته أخر أولوياتي في كل خططي وتحركاتي وافكاري

هذا الانسان هو أنا يا صديقي

اهتمامنا بالافكار الكبري منذ نعومة اظافرنا ساهم في تكويننا بشكل متميز وواضح

لكنه أخذ منا بلاشك الكثير والكثير من انسانيتنا التي لم نوليها اهتماما

راجع اولويات حياتنا كيف كنا نصوغها ونرتبه

اراجع طريقة تفكيرنا والاطار المرجعي لقراراتنا المصيرية

ستجد انه تأثر كثيرا بهذه الافكار وبهذا الجوتعلمنا الكثير ولكن فقدنا ايضا الكثير والكثير


يا صديقي

خلق الله البشر يحتاجون

نعم يحتاجون لاشياء كثيرة اقرها العلم في هرم

كنا نسعي يا صديقي الي ترتيب هرم احتياجاتنا كما ينبغي

اعتقد اننا كنا نتجاوز بعض درجات الهرم تنازلا منا من اجل تحقيق اهداف اخري لم نكن نحن الوحيدون المخولون بتحقيقها ، حملنا أنفسنا ما لا تطيق وعاتبنا انفسنا كثيرا وشعرنا بالذنب كثيرا دون ان يكون هناك جرم قد اقترفته قلوبنا البريئة وعقولنا المتوهجة

يا صديقي

عشنا عمرا ليس عمرنا ومرحلة ليست مرحلتنا جعلنا السنين والاحداث والافكار الكبري

تسرق عمرنا وطفولتنا وشبابنا

يا صديقي انني لا ادعوك ولاادعوا نفسي الي التخلي عن ان يكون هناك فكرة نحملها ونناضل من اجلها أيا كانت هذه الفكرة ، فالانسان الذي يعيش بلا فكرة هو انسان علي هامش الحياة وسيظل هكذاولكن كم تأخذ هذه الفكرة من حياتنا ؟لا تقل لي ينبغي ان نعيش للفكرة وتصمت أي عيش هذا ؟وبأي كيفية ؟ان فقدنا انسانيتنا فلن نستطيع اصلا ان نساند أي فكرة او نتقدم من اجلهايا صديقي

هون علي نفسك ما تعانيه فقد اجهدنا انفسنا للغاية وبررنا لانفسنا ذلك في اطار هذه الافكار الكبري

من اليوم

خذ يا صديقي هذا القرارقررت أن أعيش

قررت أن أكمل انسانيتي

قررت أن أجرد أفكاري من كل ما يمس انسانيتي

قررت أن أرجع طفولتي وصباي واستحضر عذوبتهمابلا أدلجة لعقلي وبلا قيود غير منطقية نضعها لأنفسنا

تحرر يا صديقي من أغلال تثقل حركتك وتعوق انسانيتك وسعادتك

ليس انحرافا عن غايات بل تصحيحا لمسارات

يا صديقي قررت أن أغير واقعي وأبحث عن ذاتي بلا انانية

ولكن بلا تقصير في حقها من أجل أي شيء

قررت أن أعود انسانا

قررت أن أعيش

2 comments:

فليعد للدين مجده said...

لاشك يا د. مصطفي أن لكل فرد منا مهما كان انخراطه في حمل فكرة ما أهدافه الشخصية التي يسعي لتحقيقها وقد ارشد القرآن الكريم لمشروعية هذه الاهداف في قوله تعالي (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)--
وعلي ذلك يجب أن تكون هذه الاهداف مصاحبة لحمل الرسالة ولكن تأتي بعدها في الأولوية

محمد هيكل said...

يا خوفى يا دكتور

انت ناوى على ايه ؟؟؟؟؟؟؟

مش مقتنع بكلامك اوى

اذا كانت نفوس كبار تعبت فى مرادها الأجسام

هو اختيار نختاره بايدينا

ان نرتاح فى الدنيا او نرتاح فى الأخرة