Friday, February 15, 2008

كان مصريا


كان مصريا
----
الراحلون يكثرون ، الراحلون يودعون ، الراحلون يغادرون .. يتركوننا وسط هذا البحر المتلاطم الأمواج ، الأطهار الشرفاء ضاقت بهم الحياة فصعدوا الي دنيا النقاء ، الي دنيا العدل ، أحبونا فأحببناهم ، بذلوا لنا فلن نستطيع أن ننساهم ، هم في القلوب مشرقون دوما يضيئون لنا الطريق ويرسمون لنا الملامح ..
عملة نادرة في هذا الزمن وهذا الوطن ، ما أعجب المفارقات ، بينما خرجت الأفاعي من جحورها تنهش في شعبنا وتزايد علي علاقتنا باخواننا في فلسطين ، وتلبس ثياب الوطنية التي هم أبعد ما يكونون عنها ويبثوا روح الكراهية والبغضاء في النفوس ، بينما تعلوا هذه الأصوات المأجورة الموجهة ... يرحل عنا مجدي مهنا فارس الكلمة الحرة وصاحب المواقف المتميزة والأراء الحرة .. يرحل عنا المتزن دوما .. المجاهر بالحق بلا حسابات يدقق فيها وبلا خوف من أحد ، كان قريبا من الجميع .. عموده هو العمود الأول الذي كنت أحرص علي قراءته ، أشعر بكلماته وأحس بها بالصدق في كل حرف ، تتبين من كتاباته حبه الصادق لهذا الوطن ، لا يزايد علي مشاعر الناس ، لا يركب الموجة او يكتب ليقبض من هذا او ذاك ، لم يكن قلمه ذا غرض سوي الدفاع عن هذا الوطن، لم يبع نفسه لأحد لم ينافق أو يتزلف الي رئيس أو وزير ، لم يتكسب بمهنته او يبتز أحد .. عاش مناصرا للحق معارضا للظلم والقهر والفساد ، قليل هم من هم مثلك ، لذلك اختارك الله وطهرك بالمرض لتبقي نقيا ، اقرانك يلهون بالمال والنفوذ مقابل خدماتهم المشبوهة وكتاباتهم المريضة المسمومة وأنت كسبت ما هو أكبر من كل ذلك ، كسبت حب الناس واحترامهم وتقديرهم وهذا أبقي من أي شيء ....
وداعا .. عسي الله أن يبعث من بعدك أقلام وأقلام تكمل الدرب وتنير الطريق وتحب مصر

5 comments:

Anonymous said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيدي الفاضل ... د. مصطفى


كثيرا ما يرحل من بيننا أناس رائعون ..

أناس قدموا الكثير لأوطانهم


عندما نتأمل تاريخهم بعد الرحيل

نرى أن هناك كثيرا من الأشياء أهملناها في حقهم أثناء حياتهم

رحل اليوم مجدي مهنا...

وفي 12-2 .... كانت ذكرى رحيل الامام البنا ...

ويزيد عدد الراحلين ..
فيا ترانا نتعظ ..؟؟!!!!


جزيتم خيرا

حسن ارابيسك said...

تحياتي
هكذا دائما وأبداً يرحل الرجال والفرسان ويتبقى لنا الجرذان التي تختبئ خلف الجدران وهي تلتهم كل شئ جميل في حياتنا
فليرحمه الله ويعوضنا خيراً فيمن تبقوا ليرفعوا سيف الكلمة والحق في وجه كل من اغتصبوا ابسط حقوقنا

الحقيقة لقراءتي لهذا البوست المتميز طمعت أن أقرأ كل ما جادت به مدونتك من قبل
وكلها لاقت اعجابي وتقديري من
التجربة التركية
أه يا وطن
عايز حقي
ذيل الكلب
محاولة للفهم
اما تضييق الدنيا عليا
التسلل الهادي
ايها الحثاله كفى
المهارات اللازمة
العته املوكي
أليست هي المدينة
لماذا سلم البحر أمري
أيها الأمل
ممنوعون
عفوا اختي سمية

فلك مني كل تقدير واحترام على مدونتك القيمة والجريئة
حسن أرابيسك

Che_wildwing said...

رحل مجدي "غير" مهنا

Anonymous said...

رحمه الله
والله ياباشمهندس من زمااااااااان جدا جدا
لم أحزن علي شخصية عامة مثله
أرسل لي عبد الرحمن منصور سامحه الله الرساله ليلا ، ولم أستطع النوم بعدها ...وفي اليوم التالي ، قرأت في الجرائد أنه وسائل الاعلا م أخطأت ونقلت خبر وفاته خطأ ، وتمنيت لو ان هذا الخبر غير صحيح من كل قلبي ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
فقد كان ....رجلا !!!

محاولة لكسر الصمت said...

أقدم عزائي.لي ولكم ولمصر.وللدنيا كلها في هذا الرجل العظيم