Monday, November 1, 2010

سفاحون ومجرمون .لا مجاهدون



------------

ليس هناك دين سماوي يدعوا للقتل وازهاق النفس الانسانية التي هي اقدس ما خلق الله ، ان النفس الانسانية تعني الحياة ولذا فكما قال الله عزوجل في كتابه (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )

ان ظهور مجرمين وسفاحين وادعاءهم ان اجرامهم يمت للدين بصلة وانه جهاد هو كذب وخداع وتبرير مفضوح ، ان هؤلاء قتلة ومجرمين وليسوا مجاهدين كما يدعون ، ان الجهاد يكون ضد الظلم وللدفاع عن الحقوق المغتصبة ولكن قتل الاطفال والنساء وقتل البشر وهم يتوجهون الي خالقهم بالعبادة وفي مكان التعبد هو جريمة مقززة تقشعر لها الابدان

ان الدماء التي سالت اليوم في العراق بكنيسة بغداد ومن قبلها دماء أخري في مصر وفي بلاد أخري هي دماء انسانية قد تكون غدا دماء اهلنا واقاربنا وابناءنا واباءنا وامهاتنا ، فالمجرم الذي يستحل النفس الانسانية لأي مبرر سيقتل غدا كل من تسول له نفسه قتله باي مبرر اذا اختلف معه او وجد من يدفع له ثمن هذا القتل

يجب الا تكون الاديان والانتماء لها هو ذريعة القتل والارهاب واغتيال البراءة في ارواح البشر ، وحتي نكون موضوعيين ومنصفين نشير بكل وضوح ومباشرة الي أدعياء الفتنة الذين يمهدون الاجواء لحدوث مثل هذه المذ ابح والجرائم ، نشير بوضوح الي كل المختلين عقليا والمرضي نفسيا الذين يمهدون بتطرفهم وافكارهم الغبية الي خلق هذا المناخ

ان الافكار والتصورات هي التي تولد السلوك ، وبانحراف هذه الافكار والتصورات ينحرف السلوك ، فنجد قاتلا وسفاحا يقتل البشر باسم الدين وباسم ابتغاء مرضاة الله والفوز بالجنة ، ان الله بريء منكم أيها السفلة المنحطين وان الاديان تحتقر افعالكم وكل المخدوعين بما تفعلون والمبررين له بأي وجه من الوجوه هم شركاء لكم في الجريمة ويتحملون الوزر معكم

ان دورنا هو تجفيف هذه المنابع والتضييق عليها من الأصل ، ان دورنا الان ان نصطف جميعا ضد الجهل والتعصب والاجرام ، كل في مجاله ، الرسام بريشته والفنان بفنه والمثقف بأراءه والكاتب بقلمه والناشط بحركته ورجال الدين بالفهم الصحيح وباشاعة روح التسامح

يجب ان نربي ابناءنا منذ المهد انه ليس هناك فروق بين البشر لأي سبب كان ، دينا او عرقا او جاها ، ان البشر كلهم متساوين امام الله وهناك اشخاص جيدون واخرون سيئون ، وتقييمنا للناس بأفعالهم وسلوكهم الانساني لا بأي شيء أخر

علينا ان ننزع الكراهية من القلوب ، ونغرس مكانها التسامح وقبول الاخر ، علينا ان نخرج اجيالا تقدس معني الانسانية وقيمة البشر ، ان طريقنا طويل ولكنه يبدأ من مدارسنا وبيوتنا ، يجب ان نعزل هؤلاء المرضي وان نجعلهم يشعرون بجرمهم وان ننزع عنهم صفات البطولة التي يروج لها بعض المتواطئين معهم بمبررات مختلفة ، هؤلاء مجرمين وسفلة وليسوا شيئا أخر

النور في العيون وفي البصائر يمحو ظلمة الليل الحزين

عاش الانسان انسانا

3 comments:

ألـحقيقة said...
This comment has been removed by the author.
ألـحقيقة said...

المشكلة الحقيقية تكمن في تربية الاطفال .. فنحن ننشأهم على الخطأ فنعلمهم على التفرقة والعنصرية .. ليفرقوا بين هذا وذاك .. نتضامن مع الاخوة المسيحيين في العراق ومع كل انسان طالته العنصرية وانانية البشر .تحياتي

Anonymous said...

أدعوك لزيارة مدونتي