Friday, November 19, 2010

بين النقد والبناء ..مساحات ومسافات




نستطيع دوما أن ننقد وأن نسهب في تشخيص المشاكل ولكن تبدواقدرتنا هذه غير متناسبة كما وكيفا علي قدرتنا علي تقديم اقتراحات للحل والخروج من هذه المشاكل ، ما أسهل النقد حين يقترن أيضا بالسخرية والتجريح والحكم علي الأمور بشكل عاطفي ولحظي دون اعمال العقل ودون مراجعة الأمر من كل جوانبه ودون ترك الفرصة لأنفسنا لنسمع وجهات نظر أخري تساعدنا أن نصل لمرحلة الاتزان في تكوين الرؤي واتخاذ المواقف والقرارات

نعاني جميعا من هذه المشكلة فتركيبنا العاطفي يسبق تركيبنا العقلي وتميل عقولنا للتبسيط وأحيانا تسطيح الأمور بشكل يجتزيء المسألة محل النقاش ، رغم أن أغلب القضايا تحمل وراءها تشابكات وعلاقات وتقاطعات غير محدودة ينبغي التعامل معها قبل الحكم علي الأشياء

اننا نجني علي عقولنا حين نكون رأيا أو نأخذ قرارا أو نحمل شعورا تجاه أي قضية أو أي شخص قبل أن تتكون عندنا وتتوفر لنا المعرفة الكاملة تجاهم ، والاختلاف بين الموضوعيين وغير الموضوعيين يكمن في هذه النقطة ، لا نجد أبدا انسانا موضوعيا يأخذ قرارا في لحظة أو يكون رأيا بسرعة ، انه يجهد نفسه قليلا بحثا عن المعرفة حتي يطمئن قلبه أن قراره ورأيه سيكون الأقرب للصواب اعتمادا علي معلومة صحيحة وواقع فعلي

نعاني أيضا من الوسوسة السماعية التي هي جزء من التبسيط والتسطيح ، فنبني أراءنا اعتمادا علي ما سمعناه من فلان عن فلان ، وما قاله فلان عن الموضوع الفلاني وحين نتتبع أصل الموضوع نجد أنه تم تحريفه تماما من فلان الي فلان الي فلان حتي وصل الينا مخالفا تماما للواقع والحقيقة ، ، وحين نترك لأنفسناالوقت للمراجعة نجد أننا أخطانا في الحكم السريع والارتجالي علي الاشياء والأشخاص

للأسف نخسر كثيرا ممن نحبهم ويحبوننا بسبب هذه المشكلة ، لأن ليس كل الناس تستطيع أن تتحمل هذا النزق الانفعالي وليس كلهم يستطيع أن يسامحنا حين نفيق ونعود الي عقولنا وندرك أننا أخطأنا في التسرع بالحكم علي الأشياء

انني ابدأ بنفسي وأحاول الأن أن أتخلص من هذا العيب الانساني وأدعوكم معي لكي تبدأوا في التركيز علي العلاج من هذه المشكلة التي تسبب لنا الألم وفقد من نحب ولا بد أن نبدأ بالاعتذار لكل من أصابه منا أفات هذه المشكلة ولنكن علي ثقة أنهم سيعذروننا ويقدرون جميل صنعنا

دام الانسان انسانا ... ومعا نبني الانسان

Tuesday, November 16, 2010

أحمد شعبان .. ضحية تعذيب جديدة

حالة جديدة من حالات التعذيب على يد رجال الشرطة شهدتها محافظة الإسكندرية، وهى شبيه لواقعة التعذيب الشهيرة التى راح ضحيتها الشاب خالد سعيد تعذيبا على يد رجال قسم شرطة سيدى جابر.

الضحية التى نتحدث عنها يدعى "أحمد شعبان السيد" شاب فى العشرين من عمره فى السنة النهائية بمعهد سياحة وفنادق بالإسكندرية، وحاصل على بعض الدورات الخاصة بالسياحة.


بدأت قصته عندما اصطحب صديقه "أحمد فراج" واستقلا دراجة بخارية وتوجها إلى حفل زفاف خاص بشقيقة صديقهما، وقضيا به عدة ساعات، ثم عاد الضحية فى حوالى الساعة الثانية عشرة مساء إلى شقته الكائنة بشارع ترعة المحمودية بمنطقة غربال بك، ليأخذ المعطف الخاص به لإعطائه لصديقه بسبب برودة الجو، وعاد مرة أخرى إلى الفرح، إلا أنه اختفى بعدها ليتم العثور عليه بعد مرور عدة أيام جثة غارقة بترعة سموحة أمام شركة "لورد".


والدة الضحية الحاجة "منى حسن عثمان "ذكرت لـ"اليوم السابع" القصة الكاملة لنجلها قائلة، إنها عقب خروج ابنها للفرح واختفائه وعدم عودته مرة أخرى إلى المنزل، بحثوا عنه فى كل مكان، وبسؤالهم أسرة صديقه "فراج" الذى كان بصحبته بالفرح أفادوا لهم أن مباحث قسم شرطة سيدى جابر ألقت القبض عليهما أثناء عودتهما، وهما الآن داخل ديوان القسم، فتوجهت الحاجة "منى" وأبناؤها إلى القسم، وشاهدت الدراجة البخارية التى كان يستقلها نجلها أمام مبنى القسم، وعقب دخولها وسؤالها عليه أنكر رجال المباحث وجوده.


مما دفع والدة الضحية لتحرير محضر بغرفة النجدة عن اختفائه، ثم توجهوا للبحث عنه بمديرية أمن الإسكندرية، إلا أن رجال الأمن رفضوا إدخالها وطلبوا منها تحرير محضر بتغيبه بالقسم أولا، فتوجهت لتحرير محضر بتغيبه، وذهبت للنيابة بعدها، وقدمت شكوى لرئيس نيابة سيدى جابر.


أثناء ذلك شاهدت صديق نجلها "فراج" أثناء عرضه على النيابة، وعلمت منه أنه تم اتهامه بسرقة هاتف محمول فى واقعة لا يعلم عنها شيئا، وعندما سألته عن ابنها "أحمد" قال لها إنه عندما شاهد رجال قسم شرطة سيدى جابر بالطريق حاول السير بالاتجاه الآخر لعدم حمله تراخيص الدراجة البخارية، وقاموا بمطاردته ولم يعلم عنه شيئا بعدها.


والدة المجنى عليه تابعت كلامها قائلة، إنها علمت من أحد أقاربها بقسم شرطة سيدى جابر أن ابنها تم احتجازه فى الحجز الإدارى داخل القسم من يوم السبت حتى يتم ترحيله للنيابة، وفى اليوم التالى تلقت اتصالا على هاتفها المحمول وظهر على الشاشة اسم نجلها المتصل، فظنت أنه هو من يتصل عليها لطمأنتهم على مكان وجوده، إلا أنها فوجئت بشخص آخر مجهول يخبرها أنه عثر على الجاكت الخاص بنجلها وبداخله هاتفه المحمول بجوار ترعة سموحة، وعندما طلبت منه الحضور لإحضار الجاكت والهاتف رفض ذلك وقال لها "انتوا ممكن تلفقولى تهمة قتل ابنكم" وعندما حاولت إقناعه بعدم الخوف رفض ذلك وأغلق الهاتف المحمول.


توجهت الحاجة منى وبصحبتها أبنائها وأصدقائهم للبحث عن جثته بالترعة، إلا أنهم لم يعثروا عليها، فتوجهوا إلى قسم شرطة سيدى جابر، وأخبروا المأمور بما حدث من اتصال، إلا أنه تجاهلها وطلب منها مقابلة معاون المباحث، لكنها لم تتمكن من ذلك، وعادت مرة أخرى إلى البيت، وفى صباح يوم الخميس تلقت اتصالا هاتفيا من مأمور قسم شرطة محرم بك أخبرها فيه بضرورة الحضور إلى ديوان القسم.


فور وصولها القسم قال لها المأمور "شدى حيلك" عثرنا على جثة ابنك أحمد غارقا بالترعة، وهو الآن بالمشرحة، وعندما توجه عمه "أشرف" لرؤية جثته داخل المشرحة طلب منه ضابط المباحث هاتفه المحمول ورفض إدخاله به، وعندما شاهده وجد به آثار تعذيب بجسده، وأثناء تغسيله اكتشفنا أنه مصاب بضربة فى رأسه أخرجت أحشائها، بالإضافة إلى بعض آثار الضرب بالوجه.


شقيقة المجنى عليه "نجلاء" (27 سنة) قالت إنها اتهمت مباحث قسم شرطة سيدى جابر بتعذيب شقيقها حتى الموت بعدما قاموا بمطاردته واحتجزوه داخل القسم لعدة أيام.



نجل عم المجنى عليه وعمته


والدة المجنى عليه


شقيقة المجنى عليه


منزل المجنى عليه

Monday, November 15, 2010

عاملات التراحيل ... من يعيد لهم حقوقهم

في تمام السابعة صباحا عند “الجمعية”بمدينة قها بالقليوبية تظهر سيارة نصف نقل تنتظر علي الطريق وبداخلها احد مقاولي الأنفار ، بمجرد نزوله من السيارة يلتف حوله أكثر من 50 فتاة في حالة انتباه شديد تنتظر كل منهن أن تركب في تلك العربة ، يتحدث المقاول عن طبيعة العمل المطلوب ،سواء كان حصد المحاصيل الزراعية أو معاونة عمال البناء والمعمار وبعدها يتم تحديد مكان العمل الذي غالبا ما يكون خارج القرية في احدي المزارع الصحراوية ويحدد المقاول عدد أيام العمل والأجر .


يبدأ العدد يقل من حول المقاول، خاصة للفتيات الذين يرون أن الأجر المعروض لا يناسب المجهود المطلوب، وقد يحاول البعض رفع الأجر، وتستمر عملية التفاوض حتى يتفق الطرفان وتبدأ عملية الاختيار من بين الواقفين، أو يجري العمال على سيارة المقاول الذي يصرخ فيهم قائلا: “عاوز عشرين بس.. الباقي ينزل”، ولا يستجيب أحد فيختار المقاول بنفسه في ظل اختبائهم وراء بعضهم البعض حتى لا يقول المقاول لأحدهم انزل من العربة.

هذا المشهد يتكرر يوميا ليس فقط عند ” الجمعية ” بالقليوبية وإنما يتكرر في معظم القرى والمناطق الريفية منها قرية جردو التي تعتمد في ثروتها علي زراعة الملوخية والشيح الطبي والطماطم وقرية صان الحجر والصالحية ..ويفضل مقاولو الأنفار العاملات عن العاملين لأنهن يرضين باجر اقل.

تقول لمياء لطفي – باحثة بمؤسسة المرأة الجديدة – أن عمل عاملات التراحيل موسمي الطابع وغير منتظم في مواسم جمع المحاصيل مثل الأرز والفراولة والملوخية ويعملون لعدد ساعات كبيرة تصل لأكثر من 18 ساعة باجر زهيد ومن الممكن أن يكون أجرهم في درس الغلة 3 جنيهات في اليوم أو 200 ل300 جنية طوال فترة الموسم وهذا مبلغ لا يرضي الرجل أن يتقاضاه .

مع انتهاء صلاة الفجر، تبدأ سعاد السنهوري 27 عاما – عملها اليومي، فتنطلق إلى منطقة (الجمعية ) بمدينة قها بمحافظة القليوبية ، حامله معها كيس بلاستيك به طعام وجلباب لارتدائه أثناء العمل وتقابل صديقاتها ويقفن جميعا بانتظار العربة .

.
تقول سعاد “: “أعمل منذ عدة سنوات في هذه المهنة، مع أختي الكبرى و لم أتعلم مهنة أو حرفة ولم احتاج لذلك لان عملنا لا يحتاج للتعلم ، تركت الدراسة بعد حصولي علي شهادة الإعدادية ، أتقاضى يوميا ما بين 10 و20 جنيها حسب العمل المطلوب ،أعطيهم لزوجي ليستطيع أن يكفي مصاريف البيت

كان حديث سعاد مقتضبا فهي لا تريد أن يشغلها شاغل عن مقاول الأنفار وإلا تضيع منها فرصة ركوب العربة نصف النقل لذا ذهبت وذهب باقي زميلاتها.

وفقا لتقرير أعدته المؤسسة المصرية للحق في التنمية فان نسبة المطلقات من العاملات الريفيات تبلغ 8 % بينما تبلغ نسبة الأرامل اللاتي يعلن ابناهن 12 % بينما تبلغ نسبة العاملات الريفيات من الفتيات دون سن 18 20% ونسبة المتزوجات 60% واتضح أيضا أن نسبة إعالة النساء لأسرهن تبلغ 73%

تقول زينب عبد المجيد 26 عاما: “عملت بتلك المهنة منذ 5 سنوات مع والدي وعدد من فتيات القرية، فكان التجمع اليومي بأحد ميادين مدينة طوخ يبدأ في السادسة صباحا حعام،قلنا سيارات المقاول الذي نعمل لحسابه“.

وتتابع قائلة: “العمل يبدأ من السابعة والنصف صباحا، حتى الرابعة عصرا يتخلله ساعة ونصف للغداء في مقابل 5جنيهات يوميا، زاد أجري مع مرور الأيام حتى بلغ 10 جنيهات عام ، أي نصف أجر الرجل وقتها تقريبا“.
وتضيف زينب بأنها تزوجت في سن العشرين من عامل تراحيل أيضا، وأنجبت 3 أطفال، ولكنها لم تبتعد عن المهنة كثيرا؛وتخرج للعمل لمساعده زوجها علي أعباء المعيشة ولكن زوجها يعمل في مجال المعمار
وهي تشعر باستقرار وانتظام في العمل أكثر منه ؛ حيث إن عملها مستمر طوال الشهر لأنها تتنقل من حصد محصول إلي الأخر بجانب العمل في تجهيز الأراضي الصحراوية للزراعة في المزارع الكبيرة ، رفض زوج زينب أن نصورها فالصور شئ معيب في نظرهم ولكنه وافق أن يتصور بدلا منها فرحا بالتقاط صورة له

وفقا لتقرير صدر عن مركز الأرض فان المرأة تمثل 48% من حجم العمالة الريفية وتقوم بـ70 %إلى 75% من حجم العمل المبذول في الزراعة ولا تحصل سوى على 10%من الدخل، وحوالي 71%من العاملات في المجال الزراعي لا يحصلن على أي أجر.


يضيف تقرير المؤسسة المصرية للحق في التنمية أن العاملات الريفيات خلال موسم الشتاء بقرية رودج يعملن في جمع محاصيل الملوخية والشيح والطماطم و يقمن بفرز المحاصيل التي تم تجميعها وتعبئتها في كراتين

يبدأ العمل في الساعة الخامسة فجرا حتى العصر وتتقاضى العاملات عشرة قروش مقابل فرز الكيلو الواحد ويصل الحد الأعلى لقدرة ألعامله الواحدة على الفرز إلى 35 كيلو ملوخية

كما يقمن بجمع محصول الشيح خلال شهر يناير من الغيط من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء حيث يقدر الكيلو بنصف جنيه بعدما كان ربع جنيه في الماضي ويصل الحد الأقصى للإنتاج 20 كيلو للعاملة الريفية بينما الحد الأدنى يصل إلى 8 كيلو فقط

أيضا تقوم العاملات بجمع محصول الطماطم من الفجر وحتى العصر ويتم صرف يوميه لهن خمس جنيهات ويكون مكان عملهم الغيط كما يقومون أيضا بفرز اشولة البصل لإخراج الجيد منها وتعبئته في أجولة.

وفى الموسم الصيفي يقمن العاملات الريفيات بجمع محصول القطن من الغيط مقابل اجر يومي يتراوح ما بين اثنين جنيه للأطفال وحتى أربع جنيهات للعاملات الريفيات

مع صدور قانون العمل الموحد “القانون رقم 12 لسنة 2003″ تم حرمان العاملات الريفيات وعاملات التراحيل والعاملين في الأعمال الموسمية من أي حقوق قانونية رغم أنهم يواجهون الكثير من المخاطر خاصة مع طريقة نقلهم غير الآدمية مثلهم مثل البهائم في سيارات نصف نقل ، تحدث كثير من الحوادث لعمال التراحيل بسبب ذلك أخرها الحادثة التي مات فيها ستة أشخاص في منتصف الشهر الماضي وكانوا عمال مزارعين عائدين من مدينة الصالحية إلي قريتهم “صان الحجر” بالشرقية معظمهم فتيات يتراوح أعمارهم من 12 إلي 20 عاما

تضيف لمياء لطفي أن الأمر لا يقتصر علي الحوادث التي تحدث في طريق الذهاب أو العودة إلي العمل فبالإضافة إلي ذلك تتعرض العاملات إلي كثير من الانتهاكات منها كم كبير من التحرشات الجنسية وبحكم وجود معتقدات تدين البنت إذا ما صرحت بأمر كهذا ، تمتنع البنت عن التصريح بما يحدث لها من تحرشات وتفضل أن تأكل لقمة عيشها في صمت

تقول نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة أن عاملات التراحيل تم إسقاطهن من حساب الدولة خاصة بعد قانون العمل الموحد وهن فئة يتم انتهاكها علي طول الخط ويتعرضن للتهميش ويتعرضن لأمراض كثيرة ناتجة عن المهنة منها الانزلاق الغضروفي فالسيدات من سن 30 :35 سنة يتعرضن للانزلاق الغضروفي ،أيضا يتعرضن للأمراض الصدرية عند درس محصول الأرز مثلا.

ويشير تقرير مركز الأرض إلي تدهور أوضاعهن الصحية، و إصابة أكثر من 40% منهن بالأمراض الناتجة عن نقص السعرات الحرارية والبروتين بخلاف ما يصيبهن من تسمم بفعل المبيدات، أو مرض السل للعاملين والعاملات منهم في مزارع الياسمين بدون اتخاذ المتطلبات الصحية المفترضة

ويضيف تقرير المؤسسة المصرية للحق في التنمية أن نسبة 23 % منهن تلجا للعلاج بطرق بدائية معتمده على وصفات شعبيه كالعلاج بالليمون والكمون وغيرها من المواد المتاحة و 58 % من العاملات يطلبن العلاج من الصيدلية و19 % فقط يذهبون إلي الوحدات الصحية حيث انه لا توجد سوي وحدة صحية واحدة بكل قرية وغالبا يفضل العاملات الريفيات الوصفات الشعبية

Monday, November 1, 2010

سفاحون ومجرمون .لا مجاهدون



------------

ليس هناك دين سماوي يدعوا للقتل وازهاق النفس الانسانية التي هي اقدس ما خلق الله ، ان النفس الانسانية تعني الحياة ولذا فكما قال الله عزوجل في كتابه (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا )

ان ظهور مجرمين وسفاحين وادعاءهم ان اجرامهم يمت للدين بصلة وانه جهاد هو كذب وخداع وتبرير مفضوح ، ان هؤلاء قتلة ومجرمين وليسوا مجاهدين كما يدعون ، ان الجهاد يكون ضد الظلم وللدفاع عن الحقوق المغتصبة ولكن قتل الاطفال والنساء وقتل البشر وهم يتوجهون الي خالقهم بالعبادة وفي مكان التعبد هو جريمة مقززة تقشعر لها الابدان

ان الدماء التي سالت اليوم في العراق بكنيسة بغداد ومن قبلها دماء أخري في مصر وفي بلاد أخري هي دماء انسانية قد تكون غدا دماء اهلنا واقاربنا وابناءنا واباءنا وامهاتنا ، فالمجرم الذي يستحل النفس الانسانية لأي مبرر سيقتل غدا كل من تسول له نفسه قتله باي مبرر اذا اختلف معه او وجد من يدفع له ثمن هذا القتل

يجب الا تكون الاديان والانتماء لها هو ذريعة القتل والارهاب واغتيال البراءة في ارواح البشر ، وحتي نكون موضوعيين ومنصفين نشير بكل وضوح ومباشرة الي أدعياء الفتنة الذين يمهدون الاجواء لحدوث مثل هذه المذ ابح والجرائم ، نشير بوضوح الي كل المختلين عقليا والمرضي نفسيا الذين يمهدون بتطرفهم وافكارهم الغبية الي خلق هذا المناخ

ان الافكار والتصورات هي التي تولد السلوك ، وبانحراف هذه الافكار والتصورات ينحرف السلوك ، فنجد قاتلا وسفاحا يقتل البشر باسم الدين وباسم ابتغاء مرضاة الله والفوز بالجنة ، ان الله بريء منكم أيها السفلة المنحطين وان الاديان تحتقر افعالكم وكل المخدوعين بما تفعلون والمبررين له بأي وجه من الوجوه هم شركاء لكم في الجريمة ويتحملون الوزر معكم

ان دورنا هو تجفيف هذه المنابع والتضييق عليها من الأصل ، ان دورنا الان ان نصطف جميعا ضد الجهل والتعصب والاجرام ، كل في مجاله ، الرسام بريشته والفنان بفنه والمثقف بأراءه والكاتب بقلمه والناشط بحركته ورجال الدين بالفهم الصحيح وباشاعة روح التسامح

يجب ان نربي ابناءنا منذ المهد انه ليس هناك فروق بين البشر لأي سبب كان ، دينا او عرقا او جاها ، ان البشر كلهم متساوين امام الله وهناك اشخاص جيدون واخرون سيئون ، وتقييمنا للناس بأفعالهم وسلوكهم الانساني لا بأي شيء أخر

علينا ان ننزع الكراهية من القلوب ، ونغرس مكانها التسامح وقبول الاخر ، علينا ان نخرج اجيالا تقدس معني الانسانية وقيمة البشر ، ان طريقنا طويل ولكنه يبدأ من مدارسنا وبيوتنا ، يجب ان نعزل هؤلاء المرضي وان نجعلهم يشعرون بجرمهم وان ننزع عنهم صفات البطولة التي يروج لها بعض المتواطئين معهم بمبررات مختلفة ، هؤلاء مجرمين وسفلة وليسوا شيئا أخر

النور في العيون وفي البصائر يمحو ظلمة الليل الحزين

عاش الانسان انسانا