Monday, January 25, 2010

مع الانسان في رحلة نجع حمادي ..لحظات انسانية

مع الانسان في رحلة نجع حمادي ..لحظات انسانية

----------------

مشهد 1

حين ركبنا قطار رحلتنا المتجه الي نجع حمادي جلس بجوارنا هذا الوجه المصري البشوش ، انه أدم شاب مصري من هذه الارض السمراء ، بسمته تشعرك بالحميمية والاطمئنان ، سمعنا نتحدث عن مصر وعن الفساد وعن الصعيد ، شاركنا بلطف وأدب جم ، قال لي : المشكلة ان من يتكلمون عن الصعيد واهله لا يعلمون كيف حياتنا ، ليتهم يتركون مكاتبهم المكيفة وصحفهم ، ويأتون شهرا واحدا ليعيشوا بيننا ليعرفوا لماذا يهرب ابناء الجنوب من أرضهم ويبحثون عن حياة أخري ؟ اننا يا سيدي منسيون مهمشون ، ولا اعلام يهتم بنا ولا مجتمع مدني ، نحن وسيلة للاسترزاق مرة باسم تنمية الصعيد ومرة باسم الفتنة الطائفية ، ان في أرضنا قري واماكن ما زالت تعيش حياة بدائية بلا كهرباء ولا ماء وكأنهم من العصور الأولي ، يا سيدي ..لا تكونوا مثلهم ، لا يتذكروننا الا عندما يشب الحريق فيحاولون اطفائه فقط ولا يبحثون عن أسباب اندلاعه

------------------

مشهد 2

بعد ان تم اختطافنا واعتقالنا ودخلنا الزنزانة جمعتنا دكة واحدة انا ووائل عباس ودماغ ماك وشريف عبد العزيز ، كنا ما زلنا في حالة الذهول من مشهد الاختطاف والاعتقال السينمائي لنا من الشارع ، كنا جميعا ننظر الي الأرض محبطين من تصرفهم السخيف معنا ، تتحدث عيوننا وعندما خرج الكلام بصعوبة من أفواهنا ، كانت نفس العبارة علي لساننا جميعا : يبدوا انهم مصممون علي أن يجعلوننا نكفر بالوطن ونهاجر هربا منه ، هل سنكفر بالوطن ؟؟

----------------------

مشهد 3

كان زميلنا طارق من سوهاج يصاب بالاغماء من سوء التهوية وضيق الزنزانة ونسرع بالطرق علي الباب ليأتوا اليه بالاسعاف وكان الضابط المسئول عنا يطلب مني محاولة افاقته ، وكان طارق في حالة يرثي لها بين الموت والحياة ، لسانه يتدلي خارج فمه ويسيل منه اللعاب وعيناه زائغة وعندما كنت اجلس علي الارض بجواره واحاول افاقته كان يعود للوعي ثم يغيب مرة أخري ، واثناء ذلك حاول ان يحدثني ويقول بصوت متقطع : قل لهم انا ما عملتش حاجة ، انا بموت ، كنت احاول تهدئته وطمأنته ولكن كنت ابكي بدموع لا يراها أحد واقول له : كلنا ما عملناش حاجة ..احنا صح يا طارق احنا ما عملناش اي غلط

-----------------------

مشهد 4

ارادوا ان يسموا مجموعتنا تنظيم الثلاثين وكان عددنا غير مكتمل فأسرعوا بالقبض علي عدد من المارة من الشوارع وضموهم الينا ليكتمل العدد 30 ونصبح مجموعة الثلاثين ، وكان من بين المقبوض عليهم رجل في الخمسينات من عمره يعمل مديرا لاذاعة القرأن الكريم بقنا وكان ذاهبا الي المسجد الذي سيلقي فيه شيخ الازهر خطبة الجمعة بنجع حمادي ليقوم باذاعة الصلاة ، واوقعه حظه العاثر في يد هؤلاء الذين لا يتفاهمون، وعندما رأنا وسمع كلامنا مع بعضنا ، كان مصدوما فهو لا يعرف اصلا ما معني التدوين والمدونين ولا المجتمع المدني ، هو رجل طيب وبسيط مثل ملايين المصريين ، اقسم لي انه لم يدخل قسم شرطة في حياته ولم يأخذ حتي لفت نظر في عمله ، فهو مسالم لأقصي حد وبيمشي جنب الحيط حتي يربي ابنائه ، مع كل دقيقة تمر كانت نفسيته تسوء ويحاول أن يطمأن فيقترب مني ويقول لي : يا دكتور هو كدا ممكن يرفدوني من شغلي ؟ طيب هما ممكن كدا يأذوا الولاد ؟ هما ممكن يلغوا معاشي بعد اللي حصل ؟ والنبي قول للضابط اللي بيكلمك دا : اني انا بتاع الاذاعة وماليش علاقة بيكم ولا اعرفكم ، معلش يا بني انت قد ولادي ...انا مش عارف ولادي وامهم دلوقتي عاملين ايه وانا غايب عنهم كدا من غير ما يعرفوا انا فين....!

كنت أربط علي قلبه واطمئنه انها مسألة وقت وتمزق قلبي كثيرا وانا اري بكاءه وهو يعطينا ظهره حتي لا نراه ويدعوا الله بفك كربته واخذت اتخيل كم مظلوم مقهور مثل هذا الرجل في مصر يدعوا علي النظام وطغاته

وتذكرت طبعا الفيلم الرائع (احنا بتوع الاوتوبيس )

ومع طرقات احمد بدوي الهادرة علي الباب المصفح كان قلب الرجل يقع بين قدميه ويقول لي : كدا مش هنطلع خالص

بالله عليك قول للاخ دا ما بيخبطش علي الباب كدا ولكن كان احمد بدوي ثائرا ليست لثورته حدود

---------------------

مشهد 5

كان من الضباط القليلين الباسمين في وجوهنا هو مقدم من قنا ، يدخل علينا ويلاطفنا بالكلام ويحكي لنا عن قصة سيدنا يوسف وكيف مكث في السجن 7 سنوات واحتمل البلاء ليصبح بعد ذلك عظيما وقائدا ونحن نضحك ، ونقول له : حضرتك سبع سنوات هنقضيهم هنا ؟ انت بتهييء نفسايتنا ؟؟

فيقول لنا : لا بد ان تحمدوا الله هناك ناس تموت في حوادث طرق بشعة وانتم هنا بخير، فيزداد ضحكنا من طيبته ويدخل علينا مرة أخري ليكمل لنا قصة سيدنا يوسف ، كنت اسمع منه القصة وانا مسلم فأقول في نفسي : جميل ان هناك ضباط شرطة يقرأون في تفسير القرأن ، ربنا يهديهم ، وكانت المفاجأة لي عندما اخبرنا باسمه في نهاية اليوم وعرفت انه مسيحي ، فسقطت في موجة ضحك لم تنتهي سريعا وباسم سمير يضحك معي ويقول لي : بيقولك الحياة الابدية اهم من الحياة الدنيوية ، الحياة الابدية دي بتاعتنا يا مصطفي ، كم احسست ساعتها ان هذا الشعب واحد ينتمي الي حضارة واحدة مهما اختلفت العقائد

---------------------

مشهد 6

في النيابة كانت المشاهد متعددة وهم يستقبلوننا استقبال اسطوري بجيش مدجج السلاح ، كون حولنا كردونا حتي ونحن علي السلم الضيق جدا و الذي لا يتسع لاكثر من اثنين ، عندما وصلت للطابق الذي يجري به التحقيق رأيت الاستاذة هالة المصري الناشطة القبطية في قنا ورأيت معها محامين لا اعرفهم يسألون عني بالاسم ويقولون لي انهم من طرف اصدقاء لي في سوهاج واسيوط ، وعندما دخل معي المحامي لحضور التحقيق قال لي وكيل النيابة مازحا : المحامي اللي داخل معاك دا اخوان يبقي انت اخوان ، ابتسمت واستغربت ، لو هو اخوان ؟ كيف يقف مع هالة المصري ومعروف ان الكثير من الاقباط لهم موقف سلبي من الاخوان وعندما خرجت وانتهي التحقيق علمت ان المحامين من اهل قنا من نقابة المحامين وقد دخلوا مع كل الزملاء وسألت هالة المصري فأكدت لي ذلك انهم من اهل قنا وان منهم محامين اخوان وغير اخوان ولكنهم اتحدوا متطوعين ا للوقوف معنا ، فانشرح صدري وانا اري المصريين ينبذون اختلافاتهم الفكرية والسياسية ويقفون معا من أجل نصرة المظلوم

وكان من أشد ما أضحكني اتهام الضابط لنا في التحقيق انه استشف اننا ننوي الهتاف بعد نزولنا من القطار ...ّ وسألت وكيل النيابة : هل التفتيش في نوايا البشر دليل ادانة لهم ؟ فابتسم وقال لي : احنا في مصر

--------------------------

مشهد 7

كانت الزنزانة ملتقي فريدا من نوعه جعلني فعلا اشعر اننا جميعا في وطن واحد وفي سجن واحد وان مصر مسجونة في شبابها هؤلاء ، ضمت الزنزانة اشخاصا من كل الاطياف ، ليبراليين واسلاميين ويساريين وقوميين ومسلمين ومسيحيين ، جمع بينهم الاستبداد رغما عنهم ، لم يفرق بين مسلم ومسيحي ، لم يفرق بين اصحاب الاتجاهات المختلفة فكلهم رهائن في سجنه ، ودارت بيننا حوارات كثيرة كان اجملها ورشة العمل التي عقدناها في أخر يوم حول مشاكل العمل السياسي في مصر من وجهة نظرنا كشباب نشطاء وتبادلنا فيها وجهات النظر في اطار حوار راق ومتميز شارك فيه الجميع ولا ادري هل سيمكننا تكراره ام اننا لن نستطيع الا اذا جمعنا السجن مرة أخري ....!

------------------------------

مشهد 8

كانت زنزاتنا في مواجهة زنزانة الفتيات ومن خلف الكوة الصغيرة وقضبانها الثلاث كنا نتبادل الكلام بالاشارة ونتفق معا علي خطوات التحرك اما بالتصعيد او التهدئة وكانت اسراء وماريان وسلمي هم اكثر من تحدثن بالاشارة الينا ونحن لا نفهم كثيرا مما يقولون وعندما لاحظ الضباط ذلك قاموا بوضع ورقة جرايد في الباب الذي يتوسط الزنزانتين ليمنعوننا من التواصل ، كنت اضحك وانا اتذكر فيلم حب في الزنزانة وعادل امام يتحدث عبر القضبان واتفقنا بعد الخروج علي ضرورة تعلم لغة الاشارة ...:)

--------------------------------

مشهد 9

شريف عبد العزيز ، شاب مصري مستقل لا ينتمي الا اي تيار ويعمل مستشارا في الامم المتحدة في مكافحة مرض الايدز ويحمل جنسية امريكية بجانب المصرية ، عندما تم القبض علينا ، لم يخبرنا شريف ان معه جنسية امريكية وفي نهاية الرحلة اخبرنا شريف ، فسألته : لماذا لم تعلن ذلك من البداية ؟ كان ممكن يطلقوا سراحك وعلي الاقل كنت خرجت وساعدتنا .. قال لي شريف : يعني اسيبكم يا مصطفي ؟ واحتمي بجواز دولة تانية احمل جنسيتها ؟ ما ينفعش...!

شكرا شريف أكدت لي انه ما زال هناك مصريين بجد

-------------------

مشهد 10

كانت مجموعة شباب سوهاج الذين تم عتقالهم معنا مجموعة من الشباب البسيط الذي ليس له انتماء سياسي وكل ما في الامر انهم جاءوا مع جارة لهم هي مرشحة برلمانية سابقة وناشطة في سوهاج للقيام بواجب العزاء ، وفوجئوا بما حدث لهم واصيبوا بصدمة رهيبة ،كانت تزداد مع مرور الوقت ومع احتكاكهم بنا وسماعهم حديثنا عن نشاطنا وعن العمل السياسي ، كانوا يشعرون انهم قد تورطوا مع ناس مشبوهة اعتادت قبل ذلك علي الاعتقال وهذه الاجواء ، كان عددا منهم يبكي وبعضهم يقول لي : والنبي قل لهم اننا مش تبعكم خالص ... كنت اضحك داخليا وانا اشعر انهم يروننا سبب بلائهم لأننا نشطاء ومدونين ولكن كنت احاول طمأنتهم قدر الاستطاعة خاصة مع تكرر اغماء زميلهم طارق ولم يكونوا يشاركوننا الغناء خوفا من اتهامهم انهم يحفظون اغاني وطنية ضد النظام ولكن مع اصرار باسم فتحي وتشجيعه لهم بدأ بعضهم يغني معنا اغاني الشيخ امام والسيد درويش بحماس وكان هذا قبل الخروج وعندما اتانا خبر الافراج ، بكوا من الفرحة وقال لي احدهم وهو يحضنني قبل الانصراف : احنا جينا هنا واحنا مش عارفين حاجة بس بجد احنا اتعلمنا منكم حاجات كتيرواكيد حياتنا هتتغير بعد كدا

ساعتها كانت فرحتي لا توصف فقد شعرت ان الثبات هو عنصر الهام للبشر يستطيع ان يغير حياتهم وافكارهم

-----------------------

هذه لمحات انسانية سريعة اختم بها قصة تنظيم العزاء ومجموعة الثلاثين ونلتفت الان الي ما هو قادم ونبتسم رغم أي شيء ، أملا أن القادم سيكون أفضل .......بنا

لقراءة ما كتب من ذكريات حول الحدث الروابط التالية :

الصديق بولا عبده

لينك الجزء الاول
http://www.facebook.com/note.php?note_id=296065465411

لينك الجزء الثانى
http://www.facebook.com/note.php?note_id=298211165411

لينك الجزء الثالث

http://www.facebook.com/note.php?note_id=302957190411

الصديق : باسم سمير

http://www.facebook.com/note.php?note_id=294001465662

الصديقة ماريان ناجي

http://www.facebook.com/note.php?note_id=253567703589

الصديق باسم فتحي

http://www.facebook.com/note.php?note_id=257716243015

الصديقة : شاهيناز عبد السلام

http://www.facebook.com/note.php?note_id=264078141820

الصديق : شريف عبد العزيز

http://www.facebook.com/note.php?note_id=260211137979

الصديق : أحمد بدوي

http://www.facebook.com/note.php?note_id=252073668033

Sunday, January 24, 2010

بيان من شباب النشطاء والمدونين المعتقلين بنجع حمادي

بيان المؤتمر الصحفي الذي انعقد بمركز هشام مبارك الخميس 22 /1
بيان من شباب النشطاء والمدونين المعتقلين بنجع حمادي
-----------

باسم كل الناشطين والناشطات والمدونين الذين تم اختطافهم واعتقالهم في نجع حمادي صباح الجمعة 15 يناير 2010 نصدر هذا البيان إيضاحاً للحقائق:

* أولاً: كان هدف الزيارة إنسانياً محضاً لتقديم العزاء إلى أسر الضحايا في نجع حمادي من مجموعة من شباب النشطاء والمدونين المصريين المستقلين، ولم تكن الزيارة باسم أي حزب أو حركة، بل مبادرة شبابية مستقلة عن أي تيار سياسي، ورغم انتماء بعض المشاركين لبعض الأحزاب والحركات السياسية إلا أن كل من حضر كان حضوره بصفته الشخصية وليس غير ذلك مما أشيع في بعض الصحف ووسائل الإعلام، وفي نفس هذا الإطار نشكر كافة القيادات الحزبية والسياسية والمدنية التي قدمت مثالاً رائعاً في الدعم والتضامن مع مجموعتنا.

* ثانياً: في تمام الساعة الثامنة والثلث صباح الجمعة، وبمجرد نزولنا من القطار وخروجنا من باب محطة قطار نجع حمادي تم تطويقنا بأعداد كثيفة من الأمن المركزي وعناصر مكافحة الشغب والبلطجية ليتم اختطافنا من الشارع، وتم إجبارنا على ركوب سيارة الاعتقال، وكان عددنا 8 فتيات و19 شاباً، وتم اقتيادنا إلى مركز شرطة نجع حمادي حيث سحبت منا بطاقات الهوية الشخصية، وهواتفنا المحمولة، ثم تم نقلنا في سيارتين للترحيلات إلى مديرية الأمن بمدينة قنا ليتم استقبالنا في حجز الترحيلات وتفتيشنا ذاتياً بشكل مهين، وصل إلى حد خلع الأحذية وتفتيش جوارب القدمين كما تم سحب كل ما كان معنا من هواتف بالإضافة إلى الأقلام والكاميرات ومعظم المتعلقات الشخصية، وتم حشرنا في زنزانتين؛ واحدة للشباب وأخرى للفتيات، لا تتخطى مساحة الواحدة فيهما 25 متراً مربعاً، وليس بها منافذ جيدة للتهوية سوي 3 فتحات صغيرة مغطاة بقضبان وأسلاك كثيفة تمنع دخول الشمس، وتم تقديم طعام إفطار لكل فرد وكوب من الشاي وزجاجة ماء، في هذا التوقيت أضربت بعض الفتيات عن الطعام احتجاجاً على توقيفنا دون توجيه أية تهمة أو إجراء أي تحقيق.

* ثالثاً: بسبب سوء التهوية وضيق الزنزانة أصيب أحد شباب سوهاج الذي كان قادماً لنفس غرضنا – دون ترتيب مسبق معنا – وهو طارق صابر في حالة إغماء وكاد أن يموت لولا تدخل بعضنا وإسعافه، ومن المهم أن نذكر أن ضابط سجن الترحيلات لم يتصل بالإسعاف إلا بعد استئذان مباحث أمن الدولة، وحينما أتت عربة الإسعاف لم يسمح لها باصطحابه إلى المستشفى إلا بعد استئذان مباحث أمن الدولة أيضاً، رغم نقله تحت الحراسة. وقد تكررت نفس الحالة لطارق صابر مرتين في يوم الجمعة، والثالثة كانت يوم السبت، بعد أن قضينا ليلة صعبة جداً كدنا أن نختنق فيها بسبب الدخان الغريب والكثيف المتصاعد من زنزانة الجنائيين المجاورة لنا.

* رابعاً: استمر احتجازنا على هذه الحال دون الالتفات لطرق على الأبواب طوال الوقت مطالبين بإجراء ولو مكالمة تليفونية واحدة لطلب محامين أو طمأنة ذوينا، و معرفة مصيرنا، وأعلن عدد من الشباب الإضراب عن الطعام بداية من الساعة الخامسة.
بعد 12 ساعة من احتجازنا، أي الساعة الثامنة مساءً تم فتح زنزانة الفتيات وإخراجهن للعرض على النيابة، وبعدها بساعة تم اقتياد الشباب لنفس الغرض، ولم نمكن من طلب محامين للحضور معنا ولكننا فوجئنا بوجود محامين متطوعين من نقابة محامي قنا حضروا معنا التحقيق، وفوجئنا بتوجيه اتهامات ملفقة ومضحكة في محضر تحريات مفبرك للضابط أحمد حجازي؛ كان منها الانضمام لجماعة الغرض منها الدعوى لتعطيل القوانين ومنع السلطات العامة من ممارسة عملها و ((الإضرار بالوحدة الوطنية)) وكان ذلك بالترويج بالقول والاشتراك مع آخرين في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص بغرض التاثير على السلطات. وقد تم توجيه هذه الاتهامات لنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين، زائرين ومستقبلين.
وفي ثنايا المحضر يقول الضابط المذكور أنه قد "استشف" عندما رآنا أننا "ننوي" القيام بتجمهر وجهر بهتاف لم نهتفه!!

* خامساً: بعد عرضنا على النيابة جميعاً تم إنزالنا في مجموعات إلى غرفة حجز وعندما سأل عدد منا ضابط أمن الدولة الذي قام بإنزالنا حول قرار النيابة أجاب: نيابة إيه؟ احنا اللي هنشوف هنعمل فيكم إيه يا حلوين!!

* سادساً: تم إعادة الشباب إلى سجن الترحيلات بمديرية الأمن مرة أخرى، بينما اعتصمت الفتيات أمام سيارة الترحيلات وجلسن على الأرض رافضات العودة لنفس المكان غير الآدمي، إلى أن صدر قرار بالتحفظ عليهن في مستشفي قنا حتى صباح السبت. ووسط تطويقات أمنية مشددة ومدججة بالسلاح تم اقتياد الفتيات وإيداعهن بغرفة ضيقة في المستشفى بها عدد غير كاف من الأسرّة فاضطررن لاقتسامها معاً، كما اقتسمن البطاطين غير النظيفة التي أحضروها لهن.
أما الشباب فقد صنعوا من أحذيتهم وسائد وناموا على البلاط شديد البرودة إلى أن تبرع لنا سجين جنائي في زنزانة مجاورة ببطانية واحدة لعدد 22 فرد، مطالباً الصحفيين منا أن يكتبوا عن احتجازه لمدة أسبوع في الترحيلات رغم إنهاء مدته وإخلاء سبيله منذ 6 أيام.
وكان الضابط المسؤول قد أخبرنا أن حكمدار المديرية قد تم إبلاغه بمطلبنا، ولم يتم الاستجابة لمطلبنا. ثم علمنا بعد ذلك أن المحامين حاولوا إدخال طعام وبطاطين لنا وتم رفض ذلك بسبب إنكار الأمن وجودنا لديهم.

* سابعاً: في صباح يوم السبت 16 / 1 / 2010 استأنفنا مطالبتنا المتكررة لمعرفة قرار النيابة، ولكن بلا جدوى، مما أدي لدخول الجميع في إضراب عن الطعام حتى تم إبلاغنا بإخلاء سبيلنا نحو الساعة الثالثة عصراً، وتم إحضار سيارات لنقلنا إلى القاهرة في مجموعتين ونقل ناشطي الصعيد إلى سوهاج ونجع حمادي حيث سكنهم.

* ثامناً: في طريق عودتنا فوجئنا بعد انسحاب سيارة الشرطة التي رافقتنا حتي سوهاج بأن السادة الضباط لم يعطوا للسائقين – الذين تم اقتيادهما عنوة من موقف سيارات قنا – أجرة التوصيل الي القاهرة، وإنما كان إجمالي ما أعطوه لهما هو مبلغ 200 جنيه – من إجمالي قيمة 840 جنيه هي القيمة المستحقة – كذلك لم يعطوهما أية أوراق تثبت أنهما مكلفان من مديرية أمن قنا بتوصيلنا مما جعلنا عرضة للتوقيف من قبل كمائن المرور ونقاط التفتيش على طول الطريق رغم أن الضابط أخبرنا أنهم أبلغوا كل النقاط المرورية برقم السيارة، واكتشفنا أن ذلك لم يحدث وتم إيقاف سيارة الشباب عند مدخل المنيا وتركنا في الصحراء بعد التحفظ على السيارة ولم نستطع استئناف العودة إلا بعد تدخل نبيل من ضابط بالمرور تعاطف معنا وسمح للسيارة باستكمال السير، واضطررنا إلى دفع أجرة التوصيل إلى السائقين عند وصولنا للقاهرة.

هذا ملخص موجز لما حدث، ونؤكد كشباب مصري يعتز بوطنه وانتمائه ويعلي قيمة المواطنة أننا لم نكن يوماً من مثيري الشغب، وأننا لم نتجمهر في نجع حمادي ولم نكن ننوي التجمهر كما حاولوا التلفيق لنا، بل كانت زيارتنا لنجع حمادي مواساة لإخواننا الأقباط في مصابهم الذي هو مصاب مصر كلها، وأننا أحرص الناس على الوحدة الوطنية التي اتهمونا بمحاولة الإضرار بها.
كما نعيد التأكيد على أن زيارتنا لم تكن منظمة من قبل أي حزب ولا حركة، وكل من يدعي خلاف ذلك فهو مجافٍ للصواب.

جمع السجن بيننا كمسلمين وأقباط، لأننا مصريون في وطن واحد وسجن واحد، ولن يثنينا ما حدث لنا عن العمل كنشطاء مصريين مستقلين من أجل تعميق روح المواطنة وتحقيق معنى الوحدة الوطنية الحقيقي.

دامت مصر بأمن وسلام.

شباب النشطاء والمدونين المصريين العائدين من نجع حمادي
22/1/2010
-----------------
تابعوا توثيق الحدث وشهاداتنا عبر صفحاتنا ومدوناتنا
لمتابعة التعليقات علي الفيس بوك






http://www.facebook.com/profile.php?v=app_2347471856&ref=profile&id=619301486#/note.php?note_id=420680740031





Wednesday, January 20, 2010

رحلتنا الي نجع حمادي ..توثيق لحقائق في زمن التشوش

رحلتنا الي نجع حمادي ..توثيق لحقائق

===========

لا أحب أن أكتب الا فيما رسمته لنفسي حين بدأت التدوين عندما قلت أكتب من أجل الحب والحرية وحقوق الانسان ، فلا أقبل الكراهية ولا البغضاء بين البشر ولا أتحمل القيود أيا كان نوعها ولا أطيق انتهاك حقوق الانسان أيا كانت مادية أو معنوية

قد يستغرب البعض من هذه المقدمة ولكن سيزول تعجبه حين يدرك أنني أكتب – للأسف – ومضطرا هذه الكلمات لأضع كثيرا من النقاط علي الحروف ولأشهد شهادة حق ، لم أكن أحب أبدا أن أشهدها لما لها من علاقة بشخصي وما قد يظنه البعض – لما في الأمر من تفاصيل - أنه حب للظهور أو تمجيدا للذات ولكن يكفيني أن ربي يعلم ما بقلبي وامتثل قول الشاعر :

فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب

اذا صح منك الود فالكل هين وكل ما فوق التراب تراب

توثيقا لرحلة شباب النشطاء والمدونين الي نجع حمادي بتاريخ 15 / 1 / 2010

س : كيف بدأت الفكرة ؟؟؟

بدأت الفكرة بعد الحادث الاجرامي الذي ألمنا جميعا وكتبت في حينها مقالا بعنوان : أيها المسيحيون لن يضيق بكم وطنكم ، وتفاعل العديد من اصدقائي المسيحيين وتحدثوا معي عن محتوي المقال وأزمة الاحتقان الطائفي بشكل عام ولمست في معظمهم ألما وجرحا لا يندمل وقال لي أكثر من واحد ، الكلمات لا تكفي يا مصطفي للمواساة ، نريد أن نري فعلا ماديا يربط علي القلوب ويضمد الجراح ، من هنا جاءت فكرة السفر لتقديم العزاء لاخواننا الاقباط بمطرانية نجع حمادي ، قمت بصياغة الفكرة في السطور التالية

الأصدقاء الاعزاء ارسل اليكم
الفكرة الان بعد تداولها بين عدد منا وموافقة عدد كبير علي القيام برحلة العزاء بقنا يوم الخميس القادم وأذكركم باتفاقنا أننا :

- نحن وفد شعبي من النشطاء والمدونين
نعبر عن انفسنا كمصريين وليس اي حزب او تيار او حركة
-
ذاهبون لاداء واجب العزاء والربط علي قلوب اخواننا الاقباط وهذا الغرض الاول والاخير للرحلة اي رحلة انسانية
السفر الخميس مساءا والعودة مساء الجمعة

وبعثت بها لعدد محدود من اصدقائي المدونين ونشطاء حقوق الانسان وأكدت علي أن هدف الزيارة انساني محض وأننا لا نريد استعراضا اعلاميا ولذلك لن نعلن عن الرحلة بشكل عام علي الفيس بوك لأننا لا نريد استفزاز الأمن ولا افشال الفكرة وأكدت علي صفة الاستقلالية فيمن يرغب في السفر معنا ، ولم أرسل الرسالة من الأصل الي أي صديق ناشط بحزب حتي لا يكون ذلك مدعاة الي حرجه من اشتراطنا الاستقلالية ، وتأكيدنا أننا نذهب بشكل شخصي انساني يعبر عنا كأفراد وشباب وأصدقاء جمعهم اما التدوين أو العمل البحثي أومجال حقوق الانسان

عندما أرسلت الفكرة لأصدقائي الغير منتمين لأحزاب ، قال لي بعضهم ان هناك أصدقاءا أخرين منتمون لأحزاب يحبون أن يذهبوا معنا ، قلت لهم ليس هناك مانع ولكن بشرط أن يأتي كل منهم معبرا عن نفسه وشخصه وليس حزبه وكان هذا واضحا للجميع وبالفعل أتي عدد 3 أصدقاء فقط منتمون لأحزاب ، وكانوا اضافة لنا بحق ولمست فيهم جميعا أسمي معاني التحضر والرقيّ وسعة الأفق وأحببتهم جدا من أول كلمات جمعتنا وتوثقت صداقتنا خلال هذين اليومين

س : كيف تم ترتيب السفر ؟؟

ليس لي أصدقاء كثيرون في الصعيد للأسف ، لذا بحثت عن أي مصدر مساعدة وكالعادة كان الصديق العزيز محمد عاطف من سوهاج هو مفتاح الحل اذ ساعدني أن أصل الي صديق له هو الأستاذ أحمد عبد الواحد من قنا وهو ناشط مدني هناك ، حدثته فأخبرني أنه غير موجود بقنا الأن لظروف عمله ولكنه أعطاني عدة أرقام تليفونات لعدد 3 من النشطاء الذين يثق فيهم وفي قدرتهم علي مساعدتنا وبدأت بالاتصال بنفس الترتيب الذي حدده لي وحدثت الاستاذ ع – ص من حزب التجمع بقنا فلم أجد حماسا منه فقمت بالاتصال بالشخص الثاني ج – ف ( قومي ) الذي وجدت الشخص الثالث ع ع م ( قومي ) بجواره مصادفة ، ووجدت منهم ترحابا شديدا واستعدادا مميزا لمساعدتنا في القيام بواجب العزاء وقالوا لي دعنا نرتب ونتصل بك ، وعدت الي أحمد عبد الواحد لأتأكد منه من هذين الرجلين ومدي كفاءتهما للقيام بذلك ، فأكد لي أنهم متميزون وقادرون علي مساعدتنا ، اطمئن قلبي فوسعت دائرة من أرسل لهم من الاصدقاء عبر الفيس بوك والايميل ولكن بنفس الشروط المحددة مسبقا

مر يوم واتصل بي الرجلان وقال لي : كل شيء تمام لقد اجتمعنا مع لجنة تنسيق للقوي الوطنية والمجتمع المدني بقنا وسنقوم باستقبالكم لأننا أصلا كنا نرتب في قنا أداء واجب العزاء فلا مانع أن تنضموا لنا ، قلت لهم : ولكننا لا نريد ان نشارك بشكل حزبي بل شكل مستقل يعبر عنا كنشطاء مجتمع مدني ، قالوا لي : لا بأس فليكن وفد العزاء الأول لنشطاء المجتمع المدني والثاني من الأحزاب ، قلت هذا جيد جدا ، عادوا بعدها للاتصال بي وقالوا : حتي تكون زيارة الوفد للكنيسة مجمعة لنا ، دعنا ندمج الزيارتين في وفد واحد يذهب دون لافتة حزبية وبصفة غير حزبية بل بصفة وطنية تجمعنا جميعا كمصريين مسلمين وأقباط مهما كانت انتماءاتنا السياسية

قلت لهم : طالما ان فكرة الاستقلالية وعدم وجود الصفة الحزبية او الايدلوجية متفق عليها لا بأس نحن معكم ، لأن كل اصدقائي الذين قرروا المشاركة مصممين علي اننا نقوم بعمل انساني بشكل شخصي غير مسيس ولا يهدف للدعاية

وبالفعل شرعنا في حجز تذاكر القطار وقام العزيز باسم فتحي واسراء عبد الفتاح بالحجز لنا بعد أن أرسل كل واحد منا قيمة التذاكر ذهابا وعودة الي باسم واسراء وأصبح عددنا المؤكد للسفر هو 17 فرد وفي ليلة السفر مساء الخميس قبل موعد القطار

اتصلت بي الاستاذة أميرة الطحاوي والتي كانت ستسافر معنا ، وقالت لي : لقد سمعت ان هناك تشديدا امنيا ومنع للصحفيين من دخول نجع حمادي وان الزميلة الفلانية قد تم منعها من التصوير ، قلت لها سأتصل حالا بالناس هناك واطمئن ولو في أي قلق نلغي السفر فورا ، وبالفعل اتصلت بالشخصين المنسقين لزيارتنا لأطمئن وسألتهم هل الأمن يعلم أن هناك عزاء بالمطرانية غدا ؟؟ قالوا لي : نعم كله تمام ومفيش أي مشكلة لأن الموضوع وحدة وطنية والأمن معندهوش مشكلة ...!! كررت سؤالي لهما قائلا : احنا جي معانا بنات ومش عايزين تحصل مشاكل ...طمأنوني للغاية وقالوا لي : نحن في انتظاركم

وبعدها جاءني اتصال هاتفي من الاستاذ ع – ص من حزب التجمع بقنا والذي كلمته اول مرة للمساعدة ولم أجد منه تجاوبا كافيا ، و سألني عن سفرنا وموعد قطارنا وبرنامج يومنا في نجع حمادي ، لم أعطه أي اجابات لأنني كنت متضايق من طريقة حديثه معي في المرة الاولي وقلت له نحن اتفقنا مع نشطاء عندكم ممكن تسألهم ...قال لي اننا من استقبلنا لجنة تقصي الحقائق واستقبلنا كذا وكذا ، قلت له : علي عيني وراسي بس حضرتك مكنتش متحمس لما كلمتك اول مرة وانا لم أرد التطفل عليك ثانية وأنهيت المكالمة بعد أن قال لي : انا هقابلكم لما تيجوا بكرة واتصل بيا يا دكتور مصطفي اول ما توصل

بعد هذه المكالمة جاءتني مكالمة أخري من شخص مجهول : سألني انت د . مصطفي النجار؟؟؟ ، قلت له : انت مين؟ قال لي : مالكش دعوة انت جي نجع حمادي ليه احنا مش عايزين قلق ، الحزب عامل حاجة بكرة ومش ناقصة ناس مش من البلد ييجوا ..سألته أي حزب ؟؟ أغلق الهاتف في وجهي ، لم اتوقف معه قليلا وقلت في نفسي سيبك منه ، وعندما قابلت باسم واسراء في المحطة أخبرته وضحكنا معا علي ما حدث

ركبنا القطار معا وانطلق القطاربنا ونحن نمزح معا ونتفاءل بيوم ايجابي نفعل فيه شيئا ولو رمزيا يربط علي قلوب أهالي الضحايا في نجع حمادي وفي محطة سوهاج ركب معنا عدد من الشباب 7 من سوهاج مع ناشطة ومرشحة برلمانية سابقة تدعي م – ف ، وكانت قد حدثتني قبلها بيوم وقالت لي سنأتي معكم بعد أن أخذت هاتفي من الأستاذ ع ع م بقنا

عندما اقتربنا من محطة قنا اتصلت هاتفيا بهذا الشخص ع ع م وقلت له نحن علي وشك الوصول ، اخبرني انه قادم الينا ، ونزلنا من القطار ونحن نعتقد كما أفهمني أننا سنجد لجنة التنسيق بين القوي الوطنية دي تستقبلنا ولكنه أتي وحده وحضر الصديق بولا بعد تليفون من الصديق م . ناصر محمد الذي يعرفه بحكم وجودهما قبل ذلك في حزب الجبهة ، وطلب مني ع ع م أن نجلس علي القهوة المجاورة لباب المحطة انتظارا لزملائه القادمين وبمجرد أن دخلنا القهوة وقبل أن نجلس كانت اسراء عبد الفتاح واخريات يردن الذهاب للحمام وفجأة انشقت الأرض عن سيارات الامن المركزي وقطعان من المخبرين والجراية وبعض من تبدوا عليهم ملامح الاجرام ووجدنا انفسنا في دقيقة واحدة محاصرين وسط كردون ضخم مكون من أكثر من صف ، التفت حولي وجدت اسراء تصرخ : انا هروح الحمام محدش يمنعني ، أسرعت الي اسراء طلبت منها أن تهدأ وتتكلم بهدوء حتي لا نعطيهم فرصة للادعاء أننا نثير الشغب ولم أنهي كلامي مع اسراء حتي وجدت أحد الضباط يأمرنا بركوب سيارة الاعتقال ، اقتربت منه وسألته : هو في ايه حضرتك؟؟

قال لي : مفيش خلي زمايلك يركبوا بالذوق بدل ما نطلعهم احنا

قلت له : ليه حضرتك احنا عملنا ايه عشان كل دا ، احنا جايين نعزي وماشيين ؟

نظر لي باستخفاف وقال : تعزوا ؟؟ انتم مقبوض عليكم اطلع يلا

حالة من الذهول انتابت الجميع ، تسألني ماريان : هو في ايه ؟ أنا أصلا غير فاهم لما يحدث ، لا أجيبها

اقتربت من الضابط قلت له : طيب حضرتك سيب البنات تمشي واحنا هنطلع معاك

صرخ بي : انتو هتختاروا ...يلا اركب كلكم جايين معانا

وركبنا جميعا سيارة الاعتقال التي ذهبت بنا الي مركز شرطة نجع حمادي ثم الي مديرية أمن قنا حيث تم حبسنا هناك في زنزانتين واحدة للبنات وأخري للشباب ولم يتم اعتقال السيد ع ع م معنا – رغم انه تم اعتقال كل الجالسين بالقهوة - مما أثار شكوكنا نحوه وجعلنا نقول أنه سلمنا الي الأمن ثم عاد لبيته وتوالت الأحداث خلال يومين ويمكنكم معرفة الوصف السردي للأحداث من خلال البيان الذي أعددناه بعد العودة وسيتم عرضه في مؤتمر توثيق شهادات المعتقلين بنجع حمادي الخميس القادم بمركز هشام مبارك الساعة 6 م

س : لماذا كتبت هذه التفاصيل ؟

1 – لأننا بعد العودة فوجئنا بالتغطية السطحية والغير مهنية لعدد من الصحف التي نسبتنا – في استسهال - الي أحد الأحزاب وأحد الحركات الاحتجاجية ونحن لسنا أعضاءا بهذه الكيانات التي نحترمها ونقدر دورها الوطني ولكن نرفض نسبتنا الي كيانات لسنا أعضاءا فيها

2 – لاننا صدمنا برمز سياسي معروف يدعي أن هذا الوفد وتلك الزيارة كانت بتكليف من حزبه لعدد من الشباب الموجودين في الحزب لتقديم واجب العزاء ورافقهم فيها بعض المدونين ، وهذا للأسف نفاه من ذكرهم هذا الرمز السياسي لأنه ليس له حقيقيا بالمرة ، والحقائق معلومة هنا

3 – لأنني أحزنني هذا التراشق الحادث بين البعض عقب هذا الحدث والتشكيك في النوايا والاتهام بالبحث عن الظهور وحب الاعلام من جهة( لدرجة انني قرأت أحدهم يقول : كان نفسهم يتقبض عليهم عشان يبقوا ابطال ) ، ومن اتهامات بركوب الحدث وتوظيفه من قبل بعض الكيانات من جهة أخري

ختام

1 - أصلا لا أري أن في الحدث أي بطولة أنسبها لنفسي او لغيري ، نحن لم نفعل شيئا ، وما حدث لنا حدث عابر لا يساوي أبدا تضحيات كثيرة سبقنا بها شرفاء قبلنا قضوا في السجون سنين وسنين من اجل أفكارهم ووطنهم وعلي من يحاولون عملقة فعلنا وتضخيم ذواتنا أن يتوقفوا فنحن نعرف قدر أنفسنا الحقيقي

2 – خجول وأنا أضيع وقتي لأكتب هذه الكلمات بينما تتدهور مصر من أسوء الي أسوء بيد النظام وبيد من يعلنون أنهم أمل التغيير بينما هم واقفون الأن حجر عثرة في وجه التغيير بما يفعلونه من نقل أمراض الحياة السياسية الي الشباب البريء ( حدثني صديق كان معنا ، أن أكثر من 10 رموز سياسية معروفة اتصلت به وكالت له مدحا من نوعية يا بطل يا مناضل يا أمل مصر ) مما ضايق صديقي وجعله يكتئب

3 – مستاء ممن يحاولون ركوب الاحداث مهما كانت صغيرة وتوظيفها للدعاية لأنفسهم وهذا ينم عن حالة الفراغ السياسي العام وغياب الانتاجية الحقيقية بل غياب العمل نفسه والاكتفاء بالزعيق والصراخ وتخوين البعض والقفز علي اي تجربة أو حدث – مهما كان صغيرا كهذا الحدث - وركوبه ( وما حركة 6 ابريل منا ببعيد فقد رأينا الكثيرون يحاولون توظيفها والقفز عليها حين كانت محط الانظار وما تركوها الا بعد أن أضعفوها وأجهضوا تجربتها للأسف )

4 – لا ننوي كمجموعة سافرت لنجع حمادي أن نؤسس حركة نضالية كما تكهن البعض ( مصر مش ناقصة حركات ) بل نهدف أن تبقي بيننا علاقة انسانية تتمثل فيها روح الصداقة والاحترام المتبادل والوفاء ليس أكثر

5 – ميدان العمل غير ميدان القول وليتنا نوفر أوقاتنا للعمل الحقيقي والبناء بدلا من تضييع العمر في القيل والقال ومجالس النميمة والتآمر علي مقاهي وسط البلد ، يكفي مصر كل ما وصلت اليه ، علينا أن نكون عامل بناء وتغيير لا عامل هدم ، علينا ألا نشمت بنا النظام الذي يضحك ويضحك وهو يري معارضيه غارقين في ألاوهام علي العالم الافتراضي والمستغرقين في الخلافات الشخصية والصراعات التي تمزق أي كيان لهم في أرض الواقع

6 – علينا أن نعالج تشوهنا الداخلي ونعيد تكويننا الذاتي علي أسس سليمة تتسم بالصفاء والنقاء والاخلاص للفكرة وعدم الشخصنة والا فلنرحم مصر من اعاقاتنا فهي لم تعد تحتمل

7 – شكرا لكل من تضامن معنا وكان سببا في انهاء اعتقالنا سواء رموز حزبية او حقوقيين من مصر او العالم أو قوي شعبية وشكر خاص لاصدقائنا شباب الاحزاب الذين فعلوا الحملة للمطالبة بحريتنا وشكر خاص لشباب 6 ابريل الذين يتضامنون مع الجميع وحرصوا علي استقبالنا حين عودتنا رغم البرد القارص

اعتذار

عذرا لكل اصدقائي وكل من يحبونني ، لم أحب يوما ان أكتب ما كتبت هنا ولكن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، سامحوني اعتذر اليكم ، ولكنني أنهيت الجرعة السلبية التي منعتني من الكتابة منذ الافراج عنا في قنا وسأبدأ كتابتي للمحات الانسانية الرائعة التي رأيتها وعشتها في هذا الحدث فهي حق لكم ..انتظروا لمحات انسانية شديدة الروعة حدثت لنا في الاعتقال

دمتم أنقياء أوفياء صادقين مخلصين

دمتم أصدقائي

Friday, January 8, 2010

أيها المسيحيون ..لن يضيق بكم وطنكم




أنا مصري مثلما انكم مصريون ، انا مسلم أمرني ديني أن أحسن الي اخواني المسيحيين وأن أقسط اليهم لأننا جميعا عباد لله ، ندين له بالعبودية وسنقف جميعا بين يديه ، أوصاني نبيي محمد ( ص ) خيرا بكل قبطي وحذر كل من يأذي مسيحيا أنه سيكون خصيمه يوم القيامة

أنا من هذه الأرض السمراء التي ولدنا فيها مسلمين ومسيحيين ابناء وطن واحد لم يعرف يوما الاكراه علي الدين ولا التمييز بين أبناءه بسبب عقيدتهم ، تحملنا معا الكثير والكثير ، اختلطت دماؤنا في معارك كثيرة وما ميزت الارض الطاهرة يوما بين دماء المسلمين والمسيحيين فهم واحد

كبرنا معا ولعبنا معا في الشارع وفي المدرسة ، تشاركنا الألام والأفراح فنحن بشر بيننا عقد الانسانية ونحن مصريون بيننا عقد الوطن الذي جمعنا ولكل واحد فينا مثل ما للأخر فيه ، ليس لأحد أفضلية الا بالكفاءة

ابتلانا الله بنظام قمعي متسلط ، أفسد حياتنا ووئامنا ، سرق منا الأحلام وجعلنا نعاني جميعا من بطالة وخوف وحرمان ، بعد أن كانت بلدنا هي نبع الأمان اذا بها تتحول علي يديهم الي أرض الخوف ، لا نأمن علي أنفسنا في بيوتنا فزوار الفجر قد يخطفوننا من مخادعنا ، لا نأمن علي أنفسنا في شوارعنا فقطاع الطريق قد يسرقوننا ويعتدون علي نسائنا والقتلة المأجورين قد يقتلوننا ونحن خارجين لتونا من صلواتنا

هم مشغولون بتأمين بقائهم والاستمرار جاثمين علي صدورنا ولكنهم غير معنيين بسلامتنا التي لا تمثل أولوية عندهم توازي اهتمامهم بالأمن السياسي ، يوظفون كثيرا من بعض الخلافات العادية التي تحدث بين الأشقاء لاذكاء نار الفتنة وتأجيج المشاعر ليبقي مجتمعنا منقسما ، لا يعود الي أحد حقه ، بل تضيع الحقوق في المجالس العرفية ولا يتم اعمال القانون علي الجميع ، لأنه لو تم اعماله وانفاذه بلا تمييز ولا انتقاء لانتهت كل بوادر الفتن وهم لا يريدون ذلك ولو ارادوا وكانت رغبتهم حقيقية مقترنة بالافعال لانتهت الفتن من زمن بعيد

زاد الشرخ بين الأخوين وكثر من ينفخون في نار الكراهية والتعصب الديني الممقوت الممزوج بالجهل والعصبية التي لا تمت الي الدين بصلة ، أرجعونا الي دوائر الانتماء الأصغر حيث القبيلة والعصبية بعد أن قتلوا فينا دائرة الانتماء الأكبر الي الوطن الغالي مصر ، ذهب بعضنا الي حيث يجد نفسه وترك شقيقه

جعلونا نعتقد ان المشكلة في أدياننا وأن الكراهية والقطيعة هي دعوة الأديان ، وكذبوا وخسئوا ، فالأديان لم تدعوا يوم الي قتل وازهاق ارواح الأبرياء ولم تأمر بالكراهية بل علمتنا التسامح وحب الناس

اننا جميعا ابناء ابراهيم ( عليه السلام ) خليل الله ، جسدا واحدا لا يقبل القسمة ، اننا بامتزاجنا ووحدتنا وانصهارنا نعطي لهذا البلد لونه الحقيقي الذي عاش عليه مئات السنين وتوافد عليه كل ابناء الحضارات واحتواهم فكيف يضيق اليوم علي ابنائه ؟

مع الدماء التي سالت ومع الأرواح التي أزهقت ومع نيران الفتن التي نصطلي بها كلها يوم لا ينفع حديث العواطف بل يجب أن يعلو صوت العقل ، يجب أن نحدد من هو عدونا الحقيقي كمصريين ، من الذي أوصلنا لهذا الحال ؟ انه الاستبداد والجهل والتطرف والفقر ، انه غياب الديموقراطية الحقيقية التي تكفل المواطنة لكل أبناء الوطن وتعلي سلطة القانون وتجعله منظما للعلاقات بين الناس

نعم الجراح الأن غائرة ولكن حان وقت الخلاص ، والخلاص يبدأ من الوعي ومن الاصرار علي مواجهة الحقيقة مهما كان الثمن ، لنضمد جراحنا ولنتراص معا صفا واحدا كمصريين يعشقون هذا الوطن ، لنصمم من اليوم الأ تمر كل حادثة كأختها وتغيب الحقيقة وتضيع الحقوق لتنمو وتتضخم بذور الكراهية والاحتقان والرغبة في الانتقام ، لن نترك من اليوم أي شيء ينال من وحدتنا وتآلفنا وحبنا ، لن نصمت مسلمون ومسيحيون قبل ان يلاحق القتلة وينالون العقاب المناسب ليكونوا عبرة لكل مجرم وقاتل يفكر في ترويع حياتنا وافساد وطننا ، لن نرضي بقبلات الشيوخ والقسيسين ولن نرضي بالاحاديث الدبلوماسية ، لن نرضي الا بالحق ، نعم الحق للجميع ، ايا كانت عقيدتهم ، فالله هو العدل ولا يرضي بغير العدل

من الألم نصنع الفرحة ونعيد رسم الأحلام في وطن نعشقه ويضمنا دوما لنبقي واحد ولكن علي أسس عقلية موضوعية وليست عاطفية لحظية
مصر هي المصريين وليست النظام الحاكم، مصر هي الأمان والطمأنينة وليست الفزع والخوف ، مصر هي الوطن ومن أجلها أيدينا اليوم متشابكة حتي تشرق شمس الحرية ويعود الوطن .....وطن

Monday, January 4, 2010

رأي المصريين في تعيين الجنرال وزيرا للتعليم






هذه الصور من احداث اقتحام البلطجية لجامعة عين شمس
بلد وزير تعليمها بقي احمد زكي بدر ..تبقي رايحة لفين ؟؟

بمناسبة تعيين احمد زكي بدر وزيرا للتعليم
مع خلفيته المميزة
كونه اول رئيس جامعة في تاريخ مصر يدخل بلطجية بالشوم والمولوتوف والسنج الي حرم الجامعة لتأديب الطلاب الناشطين والمعارضين
سألت اصدقائي علي الفيس بوك
بلد وزير تعليمها بقي احمد زكي بدر ..تبقي رايحة لفين ؟؟
فوصلتني هذه التعليقات الرائعة التي قررت ان اوثقها كتدوينة لما تحمله من دلالات هامة اهمها خفة دم المصريين

Mohamed Ismail
لاظوغلى
Mahmoud Osman
العباسية
بر و ماء
عين شمس
عماد عرب
لإنتفاضة شعبية ان شاء الله
Gazza Hossam Sarhan
تبقى رايحة ومش راجعة تاني
Ahmed Kamal
مش هتروح
اللي كانت ناوية تروح له هو اللي هيجي لها لحد عندها
Hamad Pepo
ray7a men 8eer rag3aaa..:D
Anas Abdelazeem
في ستين الف داهيه
انوش بيبو
مش هاتروح فى اى حته
Ibrahim Alsaedy
يبقي التعليم
ها ينضرب بالجزمه
Hafedat El Banna
هكذا لا تربية ولا تعليم :(
Marwa Qoura
وبعدين ده مهندس أتصالات حيعمل أيه في مشاكل التعليم ؟؟؟!!!
على فكره أنا مدرسه ...!!!! خايفه أروح شغلي بكره الاقيه بقى معتقل ...

Doaa Elaseelaa
اه يانى
وبعدين بقى
Bishoy Habib
تبقى رايحة نحو الأمية
Sara Ahmed Fouad
تبقي رايحة لاظوغلي ان شاء الله يا دكتور .
سارة عبدالله
بص في مرحله بهاء الدين بقي التعليم هباب

بهد زكي بدر التعليم هيبقي غباء

بالمجمل احنا كدا رايحين المحطه الي بعد الداهية ... See More

مش عارفه اسمها ايه

بس هي العن من الكارثه بشوتين ثلاثه
Amani W Khalil
داهية
Marwa Qoura
يا جماعه أنا مدرسه !!! أبقوا أسألوا عليا ... :'(((
Abdo Magdy
نحو المحو على رأي من كتب :))
أنس خالد
: أعتقد أحمد ابن زكي بدر هيطلع لنا جيل بلطجي ولمض كده بالصلاة ع النبي
Sherif Al Sakka
رايحة في داهية
Mohand Raid Almnofe
اية يا دكتور المستقبل معروف اليمان ان شاء الله
او زيادة عدد المتخلفين بسبب المصل الجامد الى احنا لمينا الزبالة بتاعتة من الدول الى استخدمتة
Kerolos Malak
رايحة النار بإذن الله
Ahmed Mohy
بس الله الرحمن الرحيم الاجابة امن الدولة
Rahmi Gaza
ثورة
Khaled Hussien Elmessiri Son
بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة البلد رايحة (بإذن الله) في داهية

Eyad Harfoush
ل... مقعدة العالم يا عزيزي :)
Ahmed Mosa
على المعتقل ههههههههههه
Mohammad Abbas
هيكون رايح فين يعني اكيد رايح على .... مزبلة العالم
muhammad Shaheen
تقريبا جابوه عشان اجبار الطلبة على تطعيم انفلوانزا الخنازير
هيعين بلطجية فى كل مدرسة زى البلطجية اللى داخلهم جامعة عين شمس
Asmaa Anwer Shehata
رايحة ورا الشمس
Youssef Akar
إن شاء الله هيطلع جيل الطلائع...عليا الطلائع ماحد نافع
Hisham Hussein Jr
يا ساتر عليكوووو !! أدولوا فرصة : ليس الفتى من قال كان أبى و لكن من قال ها أنا ذا
Nermin Nazim
heya lessa hatrouh? maheya rahet khalas welli kan kan
Mohamed Alkharashy
رايحة السجن
Mohammad Magdy
رايحة مشوار وراجعة تاني
Osama El Fiky
To Hell

Sunday, January 3, 2010

الحق في الموت ..حق مكفول للمصريين


الحق في الموت ..حق مكفول للمصريين

-----------

لكل الفرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه

هذه هي المادة الثالثة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان

في بلدي ربما صار هذا الحق معكوسا لا يتعلق بالحياة بل بنقيضها وهو الموت ، لا تستطيع أن تحيا هنا كما تريد وانت طبعا غير حر، اما عن سلامتك الشخصية فهذه رفاهية لا تليق بنا بل هي دعابة في ظل أي نظام مستبد يقهر الناس طوال الوقت ، حرمونا من هذا الحق كما حرمونا من حقوق كثيرة كفلتها القوانين والمواثيق الدولية لكل البشر بلا استثناء ولا تمييز ، ولكننا لم نكن من هؤلاء البشر الذين يتمتعون بهذه الحقوق

نعم حصلنا بكل جدارة علي حق الموت وباختيارات وخيارات متعددة أتاحها لنا النظام في كرم بالغ منه لا بد أن نعترف به ونقر ولا نكون مواطنين عاقين وغير مؤدبين


بامكانك أن تختار كيف تموت ، وان لم تختر فهم قد اختاروا لك ، ويسروا لك كل سبل الموت بدءا من تيسير الاصابة بالفيروسات الكبدية التي صارت مصر موطنا لها ، لقد بذلوا مجهودات خرافية ليصبح الالتهاب الكبدي الوبائي سي مرضا شعبيا أصاب حتي الأن ما يقرب من عشرين مليون مصري وهم في ازدياد حتي لا يحسد مواطن مواطنا أخرا أصابه الفيروس ثم مضاعفاته ومات ليستريح من هؤلاء ، الفرصة الأن متاحة لكل المواطنين ، ولم تعد تدرك من أين سيدخل جسدك الفيروس رغم أنك ربما - لم تدخل في حياتك كلها عند طبيب ولا زرت مستشفي - وتراعي كل الاحتياطات ولكن في مصر – مع الاخذ بكل هذه الأسباب – قد تفاجيء أنك من حاملي الفيروس ولله في خلقه شئون


لا تعجبك الفيروسات الكبدية ، اذن أمامك خيار أخر هو الفشل الكلوي أو والعياذ بالله السرطان الذي ارتفعت نسبته باطراد بين أطفال مصر وكبارها وكلهم قد أكلوا يوما من الخضروات والفواكه التي مستها المبيدات المسرطنة والممنوعة دوليا والتي أدخلها الي مصر رجالات ورموز نظامية أثبت القضاء أنهم تورطوا في عقد هذه الصفقات المشبوهة التي دمرت صحة المصريين بالاضافة الي الزراعات التي عاشت طويلا وهي ترتوي بمياه المجاري


قد تكون ممن لا يحبون الطعام ولا يأكلون كثيرا ، ولكنك تشرب الماء !! وشرب الماء كافيا ليمنحك خيارا أخرا للموت من الممكن أن تسأل عنه أهل قرية البرادعة الذين نزل بهم التيفود لشربهم الماء المختلط بالصرف الصحي وهذا حال كثير من القري في مصر أتاح لهم النظام هذا الخيار السريع للخلاص من الحياة


قد تكون ممن يخافون علي صحتهم فلا يأكلون الا الطعام الاورجانيك ولا يشربون الا المياه المعدنية – التي ثبت كثيرا ان اغلبها مياه عادية – اذن هناك خيار أخر ينتظرك وأنت في سفرك اما بالقطار واما بالعبارة ، القطارات خيار ممتاز أثبت نجاحه كثيرا في قطارات الصعيد والعياط وكفر الدوار أما عن البواخر والعبارات فسمعتنا فيها لا مثيل لها وأسأل عن عبارات ممدوح اسماعيل التي أراحت مئات المصريين من الحياة وأهدتهم الموت


وهناك خيار حصري بعلامة تجارية مصرية مميزة موجود في سلخانات التعذيب وما عماد الكبير وكل أقرانه عنا ببعيد ولكنه خيار نسأل الله أن يعافي الجميع منه فرغم ضمانته وفعاليته الا أنه شديد القسوة والألم


هناك أيضا خيارات أخري غير مباشرة ولكنها تمنحك الموت ، فالفقر المتفشي جعل الكثيرين يقدمون علي الانتحار وقتل ابنائهم لأنهم لم يجدوا ما يطعمونه لهم ، وعدم تكافؤ الفرص وشيوع الواسطة والمحسوبية أصاب الكثيرين بالاحباط الذي جعلهم يموتون انتحارا او كمدا وغما وتحسرا علي أنفسهم


اذا ظلللنا نبحث ونوثق الخيارات المتاحة لنا للموت في مصر سنجدها لا تنتهي ولكن هل يظن من وهبونا خيارات الموت أننا سننسي خيار الحياة ........ !!!

ان أخطر ما قد يصيبنا هو موت الاحياء او حياة الموتي وهي أن نرضي بكل هذه الأوضاع الشائنة ونتعايش معها ولا نفكر في تغييرها ، ان الفارق بين الحيّ والميتّ ليس مجرد الوجود علي قيد الحياة ولكن حياة الروح ، لذا فقتل الروح داخل الجسد الحيّ يجعل صاحبه ميتا مهما ظن غير ذلك ....!!


قد نتألم وقد نصرخ وقد نسخر من حالنا ولكننا بشر بداخلنا نفوس تطمح للحياة مثل كل البشر ، لو قتلوا بداخلنا معني الحياة فلا معني لوجودنا ، لو قتلوا بداخلنا التحدي والحماس والرغبة لن نختلف عن الأموات

فلنحلم بالحياة ولنصر علي انتزاعها من بين قيودهم وأسواطهم فهذا حقنا أن نعيش كما نريد أحرارا أمنين

مهما كان الليل طويل

والبرد عشش في الضلوع

واختفت منا المشاعر

كل شيء صحا الدموع

والحب حلم ما بنطلوش

هو ايه معني الحياة ؟

لو ملانا الخوف يا ناس ؟

لو طاطينا لكل ريح ؟

ورضينا نشرب أي كاس ؟

هو ايه معني الحياة

لو اتحبس جوانا صوتنا ؟

هو اتقتل فينا الحماس؟

بالخوف حياتنا زي موتنا

بالخوف حياتنا زي موتنا