Sunday, November 29, 2009

مبادرة قرار مشترك ..لن نفترق

بسم الله الرحمن الرحيم

من منطلق التاريخ والعروبة والدين والإنسانية ومبادئ الأخلاق إننا، نحن الموقعين أدناه على هذا البيان، نوافق على روحه وفحواه، في وقت أحوج ما نكون فيه لصوت العقل والضمير والترفع عن الصغائر والسفاسف من الأمور. إن لم يكن باسم العروبة والدين والوشائج العابرة للجغرافيا والتاريخ، فعلى الأقل باسم المصالح المشتركة والفهم المتبادل الذين نحاول أن نصنعه مع الآخر الغربي، فما بالنا "بالآخر العربي"!

وفي زمن عجزت فيه النخبة عن قيادة الرأي العام، بل سقط بعضهم في الامتحان، وظهر أن كل أغاني العروبة والوحدة التي قدموها كانت من رحم النفاق، اللهم إلا قليلاً، ثم تركت الساحة للبعض من غير المهنيين وأصحاب الرأي الفاسد لتضليل الناس وشغلهم عن عظائم الأمور. لذلك فالأولى بنا أن نأخذ زمام المبادرة، ونوقع على هذا البيان المبدئي ترفعاً منا عن كل تلك المناوشات غير الأخلاقية.

أولاً: إننا، مصريين وجزائريين، نقدم اعترافاً متبادلاً بأن أطرافاً - قلت أو كثرت - من شعبي البلدين قد قامت بالتعدي على إخوانهم، وقد تكرر ذلك إزاء مصريين مقيمين في الجزائر مؤخراً، وضد المنتخب الجزائري وجماهيره في مصر، وأخيراً ضد جماهير مصر في السودان. يأتي ذلك الاعتراف في سياق أن تعميم الوردية ووصف الذات بالمحاسن وقذف الآخرين بالنقائص يُعقد الأمور ولا يحلها.

ثانياً: إننا نؤمن إيماناً عميقاً، ولدينا قناعة راسخة بأن كل تلك التجاوزات إنما قامت بها فئات متعصبة لا تمثل أبداً جمهور البلدين وشعبيهما، ونحن ننأى بأنفسنا عنها. ولأننا لا نستطيع أن نحكم على حقيقتها وحجمها بسبب عدم وجود تحقيق قضائي رسمي في أي من الدول الثلاث، وبسبب الضجيج الإعلامي الفوضوي، فإننا ننأى بأنفسنا عن تبادل الاتهامات بين الفعل ورد الفعل، ونبرأ إلى الله مما فعل هؤلاء وأولئك.

ثالثاً: إننا لا يهمنا حجم التجاوزات بقدر ما يهمنا أنها وقعت بالفعل، وأي تجاوز مهما كان صغيراً بحق أي من شعبي البلدين إنما هي خيانة لله وللأوطان، بل لأخلاق الرياضة ورسالتها، ولذلك فنحن نعتذر كمصريين لبلد المليون ونصف المليون شهيد، ونعتذر كجزائريين لأم الدنيا وشقيقة العرب الأولى مصر.

رابعاً: إننا لا نريد إضاعة الحقوق الشخصية لمن مسهم الضر أو السوء المادي، بالتستر وراء الاعتذار المتبادل، لكننا في ذات الوقت لا نريد أن يمس ذلك العلاقات بين الشعبين، ونرى أن كل من لحق به أذىً شخصي مادي من حقه أن يلجأ للقضاء في البلد الذي وقع فيه الاعتداء، حتى تأخذ العدالة مجراها، ونحن نثق بنزاهة القضاء واستقلاليته في كل من مصر والجزائر والسودان. مع التأكيد على فردية الأحداث والتشديد على سلوك الطرق القانونية، والتذكير بنفي الأطراف الرسمية في كل بلد وقوع أي قتلى من الجانبين.

خامساً: لما كانت الأنظمة السياسية على غير المستوى المأمول منها في التعامل مع الحدث، وعلى عكس ما يجب عليهم، فنحن لا نعوّل على الأنظمة القائمة في التهدئة، ولأن فتح تحقيقات رسمية في التجاوزات في كلا البلدين هو منوط بالمسؤولين السياسيين في المقام الأول، لذا فنحن لا نتوقع، ولا ينبغي أن ننتظر حدوث ذلك كي يعذر بعضنا بعضاً. إننا إذا عولنا عليهم ضاعت حقوقنا وضاعت أخوتنا كما ضيعت تلك الأنظمة كرامتنا وتقدمنا وسط الأمم عشرات السنين من قبل. لذلك نقول ثانية: لا ينبغي لنا أن ننتظر حدوث تحقيقات رسمية – وإن كنا نطالب بها – لكن لا ننتظرها حتى نبدأ مبادرات مصالحة حقيقية شعبية بين شعبي البلدين الحبيبين.

سادساً: إننا ندين بكل معاني الكلمة الإعلام الخاص غير المسؤول في البلدين، خاصة الفضائيات المصرية الخاصة، والصحف الجزائرية الخاصة، التي ضحت بكل مبادئ المهنة وشرف الكلمة من أجل الكسب المادي والتربح على حساب الحقيقة أولاً، ثم على حساب العلاقات بين البلدين. ونحن نعرف ونوقن بحجم المبالغات وكم المغالطات التي سيقت في تلك الوسائل الإعلامية المعروفة للجميع، ولذلك نطالب بعدم تصديق ما يصدر عنها من مبالغات بخصوص هذه القضية ثانية. ونطالبهم بالرجوع إلى العقل والحكمة ومبادئ المهنة.

سابعاً: كانت مصر، وستظل، هي والجزائر بلدين كبيرين في دوائرهما العربية والإسلامية، وقد تشاركا معاً منذ التحرر في البناء والإنتاج، لذلك فإن الشراكة الاقتصادية والإنتاجية بين البلدين لا بد أن تستمر وتتطور، وأن يتم إعادة بناء ما هُدم والحفاظ على المصالح الوطنية والقومية العليا للبلدين، وكل رجال الأعمال المصريين والجزائريين مدعوون للمساهمة فوراً في ذلك.

ثامناً: إن هذه المبادرة شعبية في المقام الأول، لا تنتظر دعماً رسمياً من أحد، ولا نعول حتى على المثقفين والنخبة في البلدين، الذين دخل قطاع منهم على خط التهييج المتبادل وانساقوا وراء ما يذاع من أكاذيب ومبالغات. ويتعهد كل من يتفق مع هذا البيان – بكل ما أوتي من قوة – أن يتوقف عن كونه حلقة في المسلسل الشيطاني، ويكظم غيظه، ويشدد من أزر إخوانه في البلدين للعودة إلى العقل والمودة. مهما نال شخصه من تجريح أو اتهامات بعدم الوطنية، فليس كل من يزرع الورد يقابله الناس بالابتسامات. وإنما النصر صبر ساعة.

وأخيراً وليس آخراً، إننا ندعو كل عاقل مصري وجزائري، وبقية الأشقاء العرب لمن يريد أن يعاوننا على ما نريد من حق أن يتعالى على ما أحس به من جراح أو إساءة جراء ما فعله بعض السفهاء من جمهور البلدين، وأن يوقع على هذه المبادرة، التي هي الخطوة الأولى في خطوات أخرى لاحقة إن شاء الله سنعلنها تباعاً، نحو النهضة للبلدين والشعبين الحبيبين.


1. من نحن:

نحن مجموعة من الشباب المصري والجزائري .. أغلبنا لم يلتق من قبل، لكننا تجمعنا هنا في زمن طاشت فيه العقول، وعجزت النخبة عن توفير بديل نهضوي عقلاني لأزمات المجتمع إما لأنها تسير في ركاب السلطة ، وإما لأغراض أخرى..

لذلك كانت هذه المبادرة التي التلف حولها - رغم كل التهييج الإعلامي - عدد كبير من شباب العرب الرائع، الذي يثبت يوماً بعد يوم أن الأمل والعقل والوطنية كلها قيم مازالت حاضرة في قلب هذه الأوطان.

وقد حرصنا كذلك على الحصول على دعم وتأييد بعض كبار المثقفين والكتاب والشخصيات العامة في البلدين، لكي تكون مبادرة شبابية بدعم من المثقفين، فتصبح أقرب إلى الشباب والشعوب، بعيداً عن لغات الخطابة والدبلوماسية المصطنعة.

وهذا البيان الذي نوقع عليه الآن ماهو إلا بمثابة إعلان عن تدشين حملتنا "مصالحة ومصارحة" التي ستتضمن خطوات عملية، نأمل أن تشتمل على زيارات وفود شعبية متبادلة بين مثقفين ومدونين وكتاب ورجال أعمال من كلا الطرفين.


2. كيف بدأت المبادرة وما أهدافها:

المبادرة بدأت بعد مباراة القاهرة بعنوان "الأقصى يجمعنا .. مصر والجزائر" وذلك عبر مجموعة على الفيس بوك أسسها شاب مصري مع شاب جزائري. كان الهدف هو حث لاعبي المنتخبين في بداية مباراة السودان على حمل رقعة تحمل صورة المسجد الأقصى وعلم فلسطين وذلك في بادرة رمزية لتهدئة الوضع. وتفاعل معنا أعداد كبيرة جدا من الشباب في ساعات قلائل، وصل في نحو خمسة أيام إلى أربعة آلاف شخص. حققنا نجاحات جزئية. لكن الهدف الأساسي لم يتحقق وهو الذي كان بيد لاعبي المنتخبين.

بعد أحداث مباراة السودان، قررنا المضي قدماً في تطوير المبادرة، لإيماننا العميق وفي أشد الساعات ظلمة بصدق منطقنا وبأن غالبية الشعبين الشقيقين ليسا من المتعصبين أو الكارهين. ولكن الناس وقعت ضحية حملات إعلامية تضليلية ضخمة استفادت منها السلطات السياسية لشغل الناس عن عظائم الأمور.


3. قائمة الموقعين المؤسسين:

من مصر:
السفير /عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية الاسبق
السفير/ إبراهيم يسري سفير مصر الأسبق بالجزائر
المستشارة د / نهى الزيني
د / جلال أمين محاضر بالجامعة الأمريكية ومفكر معروف
د/ هبة رؤوف عزت - محاضر بكلية السياسة جامعة القاهرة
د/ أحمد خالد توفيق - أستاذ بكلية الطب جامعة طنطا وكاتب
د/ أحمد عبد الله - مدرس الطب النفسي جامعة الزقازيق وناشط مدني
د / عصمت نمر – رئيس أقسام الجراحة العامة – كلية الطب جامعة الزقايق.
مصطفى النجار - طبيب ومدون
عمرو مجدي - طبيب ومدون
ياسمين محمد عبد الله – طالبة جامعية
عمرو عزت - صحفي بجريدة الشروق المصرية ومدون
عمرو عبد الحميد - إعلامي وكاتب
مرسي سلطان – كاتب
شيماء الأناضولي – مدرس مساعد بجامعة حلوان
حسن مدني – مصري سوداني مقيم بالبحرين
فتحي عبد الستار – إعلامي
حسام تمام – صحفي وباحث
باسم فتحي – ناشط مدني
عبد الرحمن بن خلدون – باحث سياسي
داليا زيادة – مدونة وناشطة حقوقية
محمد هيكل – مهندس ومدون
ضحى سمير – أكاديمي وباحث سياسي
سناء سيف - أكاديمية بكلية سياسة وباحث سياسي
نهى شمس الدين – باحث وناشط مدني
رؤى إبراهيم – باحث اجتماع سياسي
ماندي مراد – مترجمة وصحفية
ياسمين الناظر – طبيبة وكاتبة
أحمد عبد الحميد - صحفي
شاهيناز عبد السلام - ناشطة حقوقية و مدونة
ياسمين محمد عبد الله – ناشط مدني
اسماء محفوظ – ناشط سياسي
احمد بدوي – مهندس وناشط سياسي
أحمد شلبي – مخرج مصري
عبد المنعم محمود – سكرتير تحرير الدستور المصرية
عبد الرحمن منصور - صحفي وناشط
محمود سعيد - مطور برمجيات
إبراهيم الهضيبي كاتب وباحث إسلامي
إيمان عبد الرحمن – مهندسة ومدونة
عزة طاهر مطر – مترجمة ومدونة
إبراهيم زهران - خبير بترول
سارة أحمد فؤاد - مترجمة
سمر طارق – باحثة وناشطة حقوقية
مديحة قرقر – مهندسة معمارية
أسماء محفوظ – ناشط سياسس
أحمد شطا – طبيب وناشط
عمار ياسين محمد – طالب وناشط
أحمد مهنا – مدون وناشط
هناء صابر – معيدة بكلية فنون جميلة جامعة الإسكندرية وناشطة

من الجزائر:
مصطفى نويصر - أستاذ جامعي
قيتة قوادري مصطفاوي – أستاذ بجامعة اكسفورد
عبد الحفيظ مقران – أستاذ جامعي
هزرشي بن جلول – أستاذ جامعي
طرابلسي جلال – أستاذ جامعي
سعيد جسمي – أستاذ جامعي
ريمال عون – مديرة شركة لتنظيم المعارض
ليلة بورصاص – ناشطة حقوقية
بلعون محمد – صحفي
طرابلسي جلال – مدرس ثانوي
حسناء لطرش - بيولوجية
سارة بن ديب – طالبة جامعية
جازية حاكم - طالبة جامعية
أمين زياني - كاتب وصحفي
رابح جدو- أكاديمي اقتصاد وعلوم سياسية
عبد اللطيف بن جامع –جامعة مونبليه فرنسا
خلف سارة – طالبة جامعية ومدونة
خلف فائزة – طالبة جامعية
مايو سامي – طالب جامعي
نفيسة حمدي – مهندس زراعي
ناصري كمال – طالب جامعي

من دول عربية أخرى:
جنات صافيني - سوريا - مهندسة تكنولوجيا حيوية
ياسر شعباني - تونس - طالب
المولدي يزيدي - تونس - مدرس لغة فرنسية
مصطفى البقالي – المغرب – مدون وإعلامي
إبراهيم صفا – الأردن – مهندس ومدون
سهيل عواد- مستشار ومحاضر في التنمية البشرية والادارية - نيوهورايزون


4. اتصل بنا

تعليقك أسفل الصفحة سيصلنا. ويمكنك أن تتصل بنا عن طريق الفيس بوك، تويتر، يو توب.

يمكنك أيضا إرسال بريد إلكتروني.

أو الاتصال بالأرقام التالية:

في مصر: مصطفي النجار (20116450674+) عمرو مجدي (20125253522+) اسماعيل الاسكندراني (20126163556+).

في الجزائر: ليلى بورصاص (213778520061+) ريمال عون (213770989470+) زاهرة ستاره (213662451329+).

Saturday, November 21, 2009

كنت هناك ..سفارة الجزائر بالزمالك

فوق كوبري 15 مايو رفعوا العلم الكبير وهم مقنعون
فتيات يشاركن في التظاهر واقفات فوق السيارات





لأن ما حدث يجب ان يوثق ويجب ان ننتبه لما فيه من دلالات خطيرة ، أضغط علي نفسي وقلبي الموجوع لأحكي ما رأيته بعيني في ش 26 يوليو بحي الزمالك بالقرب من سفارة الجزائر بشارع البرازيل – مساء الخميس وفجر الجمعة 20 – 11 - 2009

------------

الساعة 1 منتصف الليل احاول ان أصل الي كوبري 15 مايو قادما من ميدان التحرير لأقوم بتوصيل اصدقاء لي كانوا معي في عشاء تأخرنا فيه ، اصدقائي مقيمون بالقرب من سفارة الجزائر بحي الزمالك ، قضيت علي مطلع الكوبري اكثر من نصف الساعة وقد اصيب الطريق بالشلل الكامل وعندما صعدت فوق الكوبري وقفت متسمرا حوالي نصف ساعة اخري حتي اصل الي نزلة الزمالك التي وجدتها مغلقة من قبل الشرطة لأسير مضطرا في اتجاه العجوزة وعندما انتصفت المسافة اقف بسيارتي علي يمين الطريق كما وقفت عشرات السيارات لنشاهد التجمعات الحاشدة التي كان هتافها يهز المكان اسفل الكوبري وفي مقابلة شارع السفارة ، الصفوف الامنية والكردونات تسد الطريق امام المتظاهرين وتمنع عبورهم للسفارة ، الهتافات تتعالي وتغدوا اكثر سخونة ، يأتي ضابط ليهتف بنا لكي نتحرك بسيارتنا كي لا يتوقف الطريق ، امضي بسيارتي وانزل نزلة العجوزة وامبابة واعود مرة اخري للكوبري لانزل في شارع ابوا الفدا ذو الاتجاه الواحد ، لسوء حظ اصدقائي ان بيتهم يقع وسط المربع الكبير الذي فرضه كردون الامن ومنع الدخول فيه ، الساعة تقترب من الثانية والنصف ، اسير بشارع ابو الفدا واحاول ان ابحث عن اي ركنة ادخل في شارع علي الشمال ، يسألني عسكري حراسة علي أحد السفارات : انتم عايزين سفارة الجزائر

نحن : نعم

طيب تعالوا اركنوا هنا

انا : نركن فين ؟ يفاجئني : هنا في مدخل السفارة وشدوا حيلكم عشان تلحقوا الرجالة ، لازم سفارة ولاد ال ... دي تتكسر النهاردة عشان يعرفوا اننا مش هفق ....!

اركن فعلا في مدخل السفارة وهذا بالطبع مستحيل حدوثه في اي وقت اخر وانزل انا واصدقائي لندخل الي شوارع جانبية ، نجد بجوارنا العشرات من الشباب في مجموعات تتكون من 5 الي 10 و20 فرد تجري بسرعة وتهتف يلا يا شباب ...!

المشكلة اننا لا نعرف الطريق ولا احد من الشباب الذين يتسارعون في الجري يعرف اين المكان ، يتضامن معنا عساكر اخرون يحرسون سفارة اخري ويشيرون لنا : من هنا يا رجالة ..ادخلوا يمين في شمال في يمين هتلاقوا المظاهرة

يسرع الجميع ، اصدقائي منهم صحفية بوكالة اجنبية قادمة لمصر من حوالي شهرين فقط ، تصمم علي الذهاب معنا ، احذرها تقول لي : لا هاجي معاكم او هروح وحدي ، امضي مع المجموعة وانا قلق جدا علي دخولها لهذه المنطقة الخطر ولكن بمجرد وصولنا اكتشف ان هناك عدد كبير من الفتيات موجود ويشاركن بحماس ، نخرج من الشارع الذي تقع عليه بنزينة موبيل ، لنجد امامنا سيارة اسعاف بداخلها شاب مجروح في قدمه جرحا ينزف ويصرخ من الألم ، نسرع اليه نسأله : انا مينا يوسف ، الحكومة بتضرب فينا وقبضوا علي اخويا جوا هو وناس صحابنا ، ومش عارف اوصل لاخويا ، طالما انتم صحفيين اعملوا حاجة الشباب هيضيعوا هنا

نترك مينا ونقترب من الدائرة الاكبر التي امتلأت بشباب اغلبهم في سن 18 الي 25 سنة ، يجري بجوارنا جرحي اصيبوا بجروح في رؤسهم وفي اقدامهم ، تسيل دماءهم ويسندهم اصحابهم حتي يصلوا بهم لسيارات الاسعاف التي كانت تقف علي بعد 200 متر تقريبا ، اساعد صديقتنا الصحفية في عمل حوارت سريعة مع بعض الشباب المشاركين للتعرف علي الموقف

محمد : مبرمج كمبيوتر : لو ما خدناش حقنا هنبقي ملطشة للدنيا كلها

سامح : طالب : احنا اتغدر بينا في السودان ولازم ناخد حقنا

فتحي : سائق : كان لازم الحكومة تبعت حي شبرا وحي بولاق يشجع مش يبعتوا عيال سيس تضرب هناك وتجري زي الفيران ، لو رحنا كنا قطعناهم ولاد ال .............

الغضب يمليء الجميع يتحدثون بانفعال وحدة ويكيلون الشتائم التي كنت اخجل وهم يتحدثون امام فتاة بمثل هذه الالفاظ ، اسألهم عن وظائفهم ؟ اتفاجيء ان منهم مبرمج كمبيوتر ، واخر خريج فنون جميلة ، واخر محاسب والبعض طلبة والبعض صنايعية في حرف مختلفة وكلهم قادمون من اماكن مختلفة من القاهرة ، تتعالي الهتافات والشتائم البذيئة وحرق اعلام الجزائر واشعال النار عبر زجاجات السبراي ، الحماس يشتعل اكثر ، الشوارع الجانبية تبدوا كصنابير مياه تضخ كل لحظة مزيدا من البشر يدخلون في زفة وهياج وصراخ ، يحملون اعلام مصر ، السيارات التي اخطأ اصحابها وتركوها تحت الكوبري يصيبها التلف من وقوف المتظاهرين عليها وقفزهم عليها ، اسرع الي بعضهم

اقول : يا رجالة حرام كدا دي فلوس ناس مالهاش ذنب انزلوا يا جدعان ، واحد منهم يصرخ : انت جزائري ؟؟ قلت له : انا مصري وادي بطاقتي بس انزلوا حرام عليكم ، لا يسمعون ويتقافزون ليخبطوا بأقدامهم علي سقف السيارات كلما اشتد الحماس ، اسوق اليكم نماذج من الهتافات التي استمرت حتي الفجر :

· ك .... يا جزائر

· هيلا هيلا وهيلا هو ...الجزائر ....ك

· ون تو ثري .. ك ..الجيري

· مش عايزين سفارة

· يا حكومة وسخة ..يا ولاد الو .... ( دا موجه لحكومة مصر لما الامن كان بيبدأ ضرب )

· مصر الدين ..يا مت ....... ، انتم مين ..معر ........ ( الهتاف دا موتني من الضحك شعب متدين فعلا بيقول الدين عندنا وبيقذف الناس في نفس الجملة )

http://www.youtube.com/watch?v=7rbjHXl4L8k&feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=sRwGSjE0A9c&feature=related

دي فيديوهات رفعها احد من كان معنا في المكان ..( شاهدوها وعذرا للألفاظ الجارحة )

· احنا المصريين ..يا ولاد المت ......

· كاس العالم مين ..يا ولاد المت .......

· يا تطردوهم ..يا ندبحوهم

الغريب في المشهد ان هؤلاء الشباب لا يعرفون بعضهم ولم يدعوهم احد للقدوم الان بل كل واحد منهم سمع علي الفيس بوك او التويتر او من ناس صحابه او كان معدي بعربيته فنزل بشارك والاكثر غرابة وجود البنات لهذا الوقت المتأخر ولكن شهادة حق لم اري حالة تحرش او معاكسة لاي بنت طيلة مكوثي هناك

بين الحين والاخر يغني الشباب اغاني وطنية مثل : يا احلي اسم في الوجود يا مصر يا اسم مرسوم للخلود يا مصر ..نعيش لمصر ونموت لمصر ..مصر مصر تحيا مصر

اصبح المشهد رتيبا ، الأمن يمنع الشباب من التقدم فيهتفون ويطبلون ثم يتحرك بعض الجنود بالعصي والدروع فيجري الشباب ويقع بعضهم علي الارض ويفقدون احذيتهم تحت الزحام والتدافع ، ثم يعودون ، كر وفر ، وبينما اقف علي الرصيف افاجيْ بصف يدخل يحمل صناديق خشبية غريبة ، اجري نحوهم ، ايه دا يا رجالة ؟؟

يجيبيني احدهم : دا مولوتوف احنا هنحرق ولاد الكلب دول وكل اللي ساب المصريين يضربوا في السودان

يصعقني ما رأيت وانا اري الصندوق الخشبي مليء فعلا بزجاجات مولوتوف ، اقول لهم : حرام يا جدعان ، احنا كدا هنأذي مصريين وناس غلابة مننا ، المنطقة كلها هتولع ، يشتمني احدهم : انت شكلك خواف ومعندكش كرامة وراضي باللي عملوه فينا

اسرع الي ضابط يقف امام الكردون اقول له الشباب هيولعوا الدنيا ومدخلين مولوتوف ، يقول لي : ما تخافش القصة دي كلها هتتلم حالا وخد صحابك والصحفية دي اللي بتصور وامشوا دلوقتي لو خايفين علي نفسكم

وبعدها بقليل يبدأ الفرار والجري بعد ضرب الامن للبعض بالعصي والجري خلفهم ونجري مع من يجري ونتوقف عند فندق الماريوت نلتقط انفاسنا ونعاود لنفس المكان ويصدمني منظر بعض الفتيات فوق السيارات المركونة بالشارع وأتألم وانا اري عدد منهن يهتفن بنفس الهتافات الخارجة مع الشباب

يمر الوقت ويقترب موعد الفجر الذي ينطلق اذانه من المسجد الموجود في اول الشارع ، فتصمت كل الاصوات وتهدأ كل الجلبة حتي ينتهي الاذان وبعدها يمسك امام المسجد الميكرفون ويوجه خطابه للشباب يحاول تهدئتهم : ويقول : ابناءنا الاعزاء : ان الله يقول : واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولو الامر منكم ...وتستمر كلماته وما ان ينتهي حتي تبدأ الاصوات مرة اخري تردد هتافاتها وشتائمها وبعد ان تنتهي الصلاة يدخل الامر لبعد جديد ، اذا ببعض المجموعات تدخل بأجولة ممتلئة بالحجارة والدبش ويبدأ رمي الحجارة لتصيب بعض الواقفين وبعض العساكر والضباط وهنا نقرر ان نمشي فورا ونحن نري بعضهم يمسك بشوم ويكسر في بعض السيارات الموجود في المكان ويتحول المكان لساحة حرب حقيقية تضار علي اثره واجهة البنزينة وبعض المحلات وبينما نحن في طريقنا لسيارتنا عبر الشوارع الجانبية نقابل نفس العساكر العاملين في حراسة احد السفارات الذين دلونا في البداية علي الطريق ، يضحكون ويقولون لنا : الله ينور يا رجالة

واعود لنفس المكان في الصباح مع عدد من الاصدقاء الصحفيين لنصلي الجمعة في مسجد قريب لتصدمنا مشاهد التدمير والخراب التي حلت بالسيارات والمحلات والبنزينة وبعد الصلاة تصطف تشكيلات الامن لتعتقل كل من يحاول التجمهر او تفرقه وكذلك تنزع الأعلام من ايدي البعض حتي لا يتجمع حولها من يريد ان يعترض ويتظاهر لنفس السبب

في النهاية لن اعلق واترك لكم الصور والفيديوهات لتعبر عما حدث في يوم لن تنساه مصر لأنه ينبيء بدلالات بالغة الخطورة وارسل به رسالة عاجلة للمهيجين الجالسين في صحفهم وفضائياتهم يزيدون النار اشتعالا ..اللهم احمي مصر وابناء مصر ووحد امتنا وبصرها باعدائها .....يارب

http://www.youtube.com/watch?v=PJ9Fgzl6Wyg

http://www.youtube.com/watch?v=88eai32N0EA

http://www.youtube.com/watch?v=BW6i0g8pVvQ

http://www.youtube.com/watch?v=Ij3KTSSK2iI

Sunday, November 15, 2009

حين تبوح امرأة


تأخرت كثيرا أيها الطيف ، اتمني لو كنت معك الأن ، أتحدث اليك ،أحدق في عينيك ، اهديك زهورالتيوليب الجميلة التي تحبها وارفقها بتلك الزنابق البيضاء التي خلدها محمود درويش في رائعته ، انتظرتك دهرا فلماذا طال الغياب ، لما لم تأتي لتريحني من عناءي ؟ عبدت لك الدروب ومهدتها، انا لم اكن يوما لغيرك ، أنا لم أولد الا لتكون انت بقية عمري

يحسدونني دوما انا وكل امرأة مثقفة ناجحة تهفو حولنا الفراشات والاطياف لعمق افكارنا ونفوسنا وبريقنا ، ، بينما نحن في أزمة نفسية وصراع عاطفي مستمر ، حكاياتنا لا تكتمل ،، من العسير ان أجد بين الرجال من يبهرني بشخصيته ويجعلني أقدم علي السكون والاستقرار بجواره بعمقه ونضج عاطفته ...

لذلك فحياتي العاطفية محطات سفر قصيرة متقطعة ، تنتهي بسقوط قناع الابهار الذي ارتداه من قابلته عند وصولي لمحطة السفر هذي ...

منحتني الاقدار الكثير والكثير ولكن يبدوا انني اصطحب في طريقي لعنة مجهولة تجعلني لا أرضي ابدا بأنصاف الحلول ولا أنصاف الرجال ولا أنصاف الحب والصدق والوفاء

اما أن أخذ كل شيء كما أعطي ....واما لا أعطي أي شيء علي الاطلاق لأنني أرفض الأنصاف و ابغضها

نساء الأرض يعشقن بشرا ذو وجود مادي ، اما أنا فمن دون البشر أعشق شبحا يبين لي احيانا ويلمع كالنجوم المضيئة في ليلي الدامس ثم يخفت مثل الشهب ويختفي عن العين

اذا حكيت عن طيفي..احتار الناس فيما أقول ...انني أحكي عن عدة اشخاص وليس شخصا واحدا، اشخاصا لا تتشابه صفاتهم ولا تجتمع ولكنها اجتمعت في طيفي هذا ...

طيف ألتقيه ولا ألتقيه ، ، أجده ولا أجده ، ، ، ولكنه يمثل لي هذه الحالة ، يعطيني ولو في الخيال اهتمام الحبيب بمن يحب ،أمثل له كيانا خاصا دون البشر ...

انني أبحث عن رجل مميز ، يهتم بأمري، يشتاقني، يخاف علي، يشعر بمسئوليته تجاههي، ينتظرني، يبحث عني ، يحكي لي حكاياته ومغامراته وطفولته ، يسألني عن سر بكائي ، يناقشني في امر يخص مستقبلنا أختلف معه ، نتشاجر ، يخاصمني لاصالحه ، يرحم كسرة قلبي ويتغاضي عن سهوي، صغيرة أنا في حضرته ، يحتويني أيما احتواء ، لأشعر بالذوبان والتماهي والتلاشي بقربه ،انني لا أحب ان أكون دوما قوية ، أريد ان اشعر بضعفي الانثوي

محطات عدة حللت بها وظننت اني وجدت مرادي ، ولكن في النهاية كنت اهرب لأنجو بنفسي

في محطة ما قابلت هذا الطيف القوي الشخصية المستقل الارادة الواضح الفكر الحاسم الرأي ، يمضي نحو مستقبله ولا يسأل أحدا، لا ينتظر مساندة ولا دعما فطاقته النفسية متأججة وقوة الدفع عنده تزيح كل ما في الطريق ...خفت منه بعد ان جذبني اليه ...وجدت انني سأغدوا مجرد ترسا في حياته يساعده علي اكمال منظومته ليفقدني استقلاليتي التي أعتز بها ..

في المحطة التالية وجدت هذا الحالم الرقيق الذي يبدوا كقطرة ندي تترقرق لتغزو قلبي وتشده اليه برقته ونعومته ، عزفت معه الحانا من ألحان الحب والأمل وعشت ردحا من الزمن أمني نفسي ببحور السعادة ولكنني وجدت انه منفصلا عن الواقع وغير مؤثر فيه ، تركت له قيثارته ومضت بعيدا عنه ، فأنا أريد من سيغير الواقع كما اعتقد انني سأغير الواقع بكل تفاصيله مهما كانت صعوبته وتحدياته فأنا مقاتلة كما انا رقيقة وسأظل

أبحرت بشراعي نحو الأفق الواسع أرنوا الي طيفي الذي سيكملني ، أبحث عنه بين كل الوجوه والنفوس والعقول ، ولكن بلا أثر ، أري كل الرجال نقطا متشابهة في لوحة فنية مزدحمة ولكن بلا معني

حزني يطول وحلمي يمضي وقلبي يخفق ولكن سأظل

أبحر نحو الأمل

Tuesday, November 10, 2009

اكفروا بالمعارضة ..وآمنوا بالوطن



قد نتفهم ان يكون لعامة الناس وبسطائهم اراء سطحية حول الاحداث السياسية في بلدهم ولكن ان يصبح ذلك هو سمت المعارضة والنخبة السياسية فهذا ينبيء بمستقبل مظلم مجهول

تابعنا الزفة الاعلامية التي دشنتها المعارضة وروجها الاعلام وكذلك بعض الحركات السياسية حول موضوع ترشح البرادعي رئيسا للجمهورية ، وكم كنت ساخرا عندما سمعت عن موضوع الخروج الآمن للرئيس هو وأسرته بعد التخلي عن الحكم وتابعت الجدل الدائر بين النخبة حول امكانية ذلك ولم يكن خيالي يصل يوما للفكرة الكوميدية التي اطلقتها حركة كفاية ( وانا بقولهم برده فعلا كفاية ليكم انتم والنظام معا ) اذا بها تقترح إجراء استفتاء شعبي لحسم مسألة تحصين مبارك وعائلته من الملاحقة القضائية من عدمه

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=20650

ولم اعد استطيع توصيف انفعالاتي بعد ان قرأت خبر انسحاب كفاية من جبهة مصريون ضد التوريث بسبب سفر أيمن نور المرتقب لحضور عدة مؤتمرات في أمريكا بدعوة من بعض المراكز والمؤسسات المدنية الامريكية (وتم منع ايمن نور من السفر ) ولكنها كانت فرصة جيدة لأخرين ان يستدعوا اتهاماتهم لأيمن نور بالعمالة لأمريكا واسرائيل لمجرد انه سيسافر لحضور مؤتمر سيلقي فيه كلمة ، اذن أصبحت المعارضة والنخبة المصرية توفر علي الناس تكلفة تذاكر المسرحيات والافلام الكوميدية لتقوم هي بدور هام في اضحاك الناس واثارة دهشتهم

من يتحدثون عن خروج آمن للرئيس اقول لهم ان الرئيس اقسم انه باق حتي أخر نبضة في قلبه وان بامكان النظام ان يرسل لهم عدد 2 مخبرين أمن دولة فقط يعرفونهم ما هو الخروج الآمن من الحياة كلها .. وهم يتحدثون عن استفتاء لحسم امكانية خروج الرئيس واسرته آمنين أم لا .. بينما هم أصلا غير آمنين علي المشي في الشارع وليس لديهم أي أوراق ضغط او نقاط قوة ضد النظام وليس لديهم الا النضال الحنجوري المصري المتميز

من اطلقوا المبادرات وقادوا الحملة لترشيح البرادعي وهم يعلمون استحالة حدوث ذلك ، ولكنهم يصممون علي العيش في وهم لحظي يهربون به من المواجهة الحقيقية مع النظام ويريدون ان يغيبوا الشعب معهم انتظارا لوهم المنقذ الذي يأتي من الخارج ويصلح كل شيء ليذكرنا بعفريت مصباح علاء الدين السحري وكأن مصر كلها خلت من رجل من شعبها يصلح بديلا لرئيس يرحل ، رجل عاش بين الناس واحتك بواقعهم وتألم معهم ويثق الناس فيه ويتكتلوا وراءه املا في التغيير

من ناحية أخري تسربت الي الصحف تفاصيل الصفقة الكبري بين النظام واحزاب الموالاة ( المعارضة سابقا ) الوفد والناصري والتجمع حول تقسيم تركة مقاعد البرلمان التي يشغلها الاخوان الان علي هذه الاحزاب مقابل السكوت عن اقصاء الاخوان وتمرير التوريث وعدم التعاون مع أيمن نور في أي ائتلاف او تحالف مستقبلي مع الهجوم عليه وتخوينه وتحجميه في الساحة السياسية

هل توجد معارضة في أي بلد تعمل ضد شعبها ؟ هذا موجود حصريا في مصر ...! معارضة من أجل النظام ودعمه ...!

مع كل حدث من هذه الاحداث ومع كل يوم أرقب فيه أداء المعارضة يترسخ داخلي قناعة بأن هذه المعارضة لن تصنع ابدا التغيير المنشود بل أصبحت عقبة في تحقيقه ولذلك اصبح الرهان عليها رهانا فاشلا

ان الحالمين بالتغيير .و المنتظرون للتحول الديموقراطي و المؤملون في غد أفضل لهذا الوطن ..أولي خطواتهم للتغيير هو الكفر بهذه المعارضة والتركيز علي ايقاظ الوعي لدي القوة الجديدة التي يشكل عمادها الشباب الحالم بالتغيير ، الشباب غير المسيس الذي لم تصبه بعد أفات العمل السياسي ، هناك بمصر قوة جديدة تتشكل تحتاج من يساعدها لتخرج للوجود وترسخ اقدامها لتقود عملية التغيير

قوة تمتلك الوعي ومتفقة علي رؤية واحدة مفادها ان الحرية والديموقراطية أولاو قبل أي شيء ، اتركوا المعارضة الوهمية تكمل عروضها الكوميدية مع النظام وانزلوا للمجتمع والتحموا بالناس واغرسوا في عقولهم الوعي ورسخوا فيهم الانتماء لوطن سرقوه منا ، ساعدوهم ان يهزموا الخوف بداخلهم ، أخبروهم أنه قد حان وقت التحرك للتغيير وانه ليس هناك ما نخسره ، فما وصلنا اليه ليس هناك ما هو أسوء منه

دعوا الناس تري دعاة حقيقين للديموقراطية والتغيير ، دعوا الناس تري شبابا عندهم منهجية في التفكير لا يعملون بشكل عشوائي وفي نفس الوقت لا يأسسون كيانات وتنظيمات هرمية سرية او علنية تأخر من مسيرة التغيير وتشترك في ملهاة المعارضة الحالية مع النظام ..مصر علي موعد مع التغيير ..ولكنها تنتظر أبطال التغيير

Saturday, November 7, 2009

طمني عليك


طمني عليك


هو : هذه الطاقة التني تنطلق لتخترق كل الموانع وتتحدي كل الظروف ، هو تلك الضحكة التي لا تصمت والبسمة التي لا تخفت والمرح الذي لا ينتهي ، هو الجنون احيانا والعزلة والزهد احيانا اخري ، هو الباحث عن نفسه من خلالها ، هوالفارس الذي انتظرته وأتي اليها ، هو العاشق حتي الثمالة والهائم حتي التيه

هي : زهرة حالمة ، نسمة عاطرة ، بسمة ناضرة ، احلام ثائرة ، هي قلب مخلص يتقن الوفاء والعطاء ، يحلق في افاق الحب ببراءة الصغار وعفة الرهبان وخشوع المتصوفين ، حين جمعها القدر به رأت فيه احلامها ومستقبلها ، اطمئنت الي اخلاصه وامتزجت مع احلامه ، صارت احلامهما حلما واحدا يجمعهما في درب الحياة

سلكا طريق العارفين ولم يختارا دربا سواه ، حاولا ان يجمعا الاشواق والاحلام والمشاعر في بقعة من الارض تحتويهم ويأوون اليها مثلما اعتاد كل البشر ، لم تسعفهما الظروف والاقدار ، وقفت مادية الدنيا في طريقهما ولكنهما لم ييأسا ابدا ، ازدادا عزما ورغبة وتحديا لكل هذه العوائق واجلوا المعركة حينا حتي يملكا ادوات الانتصار وتحقيق الحلم ولكن ظل الحلم بينهما حيا بعواطف رقيقة وسامية وعفيفة ، يضعون كل يوم لبنة اخري يتطاول بها بنيانهم ويرسخ بها حلمهم وعشقهم

ألم به المرض وحبسه عن الحركة ، الان يدخل رغما عنه الي غرفة العمليات ليتم تخديره كليا لاجراء هذه الجراحة العاجلة ، سيصبح الان بين الموت والحياة ، لا يدري ما يحدث حوله ، عقله المادي ارهقه المخدر ولكن عقله الباطن وقلبه العاشق يخرج مكنونه ويفشي أمره ، لا يهتف الا باسمها ، وهو احب الاسماء اليه ، لا يبحث الا عنها ، يسأل من حوله وهو يري ضبابا كثيفا امام عينيه ، اين هي ؟ لماذا لم تأتي ؟ يتعجب اطباؤه من حاله ويبتسمون لقد ادركوا انه من هؤلاء العاشقين

وفي نفس اللحظة تقف هي علي الرصيف المقابل للمستشفي تدعوا له ، تؤخر قدما وتقدم أخري ، تنازع نفسها ، تغمر عيونها الدموع خوفا وقلقا عليه ، يمنعها الحياء من الصعود والاطمئنان عليه ، تتمني ان تراه لو لحظة واحدة لتقر عينها ويهدأ بالها وتسكن نفسها ، ينزل صديقه ورفيقه ليبصرها في حالها هذي ، يتملكه التعجب ، يتمني لو كان باستطاعة صاحبه ان يعرف انها في نفس اللحظة التي كان يهتف باسمها وهو في غيبوبته قد لبت النداء واقبلت لتكون بجواره ، يحبس دموعه اشفاقا عليهما ، يطمئنها عليه ويقول لها ما حدث ، يبش وجهها وتنفرج اساريرها ، يا فارسي الهذا الحد انا غالية عنك ؟ وراسخة بداخلك؟

سأكون لك يا حلمي ، سأنتظرك عمري كله ، فأنت تستحق ، سأمنحك قلبي ونفسي لأكون سر سعادتك ونجاحك ، سأتحدي معك الدنيا بعواطفنا وبعقلنا معا ، سنصنع هذه الواحة الجميلة وسط هجير الايام ، سنأوي اليها ، وسيتقافز اطفالنا حولنا وسنحكي لهم : عن حبنا وحلمنا ووفاءنا ، سيضحكون كثيرا حين يعلمون كم كان صعبا طريقنا ، وكم كان راسخا حبنا ، وكم كان عظيما أملنا ، الي الله نلجأ وننتظر يوما قريبا سيجمعنا لأبثك كل اشواقي واشاركك كل مشاعري

يا أغلي البشر

يا أعز الناس

انتظرك

http://www.youtube.com/watch?v=shp-PSwJsio&feature=related