Monday, June 2, 2008

تسألين عني


تسألين عني
تسألين الناس عني ، تتفقدين اخباري ، تبحثين عن ماض مازالت ذكراه في قلوبنا ، تؤرق منامنا وتطارد احلامنا
هكذا انا مثلك ، اعود الي الماضي كلما ضاقت بي الدنيا ، ابحر في عالمه الخاص ، استرجع اطيافا ومشاهدا مرت علينا ، اجد فيها سلوي لنفسي واطمئنانا ، اشعر معها ان الدنيا جميلة وان هناك ما يستحق ان نعيش له ، كم كانت رائعة هذه اللحظات ، كم كانت بريئة وصافية وحانية ، لم نكن نشعر بمدي حلاوتها كما اشعر الان ، هي واحة من الذكريات الجميلة أسرع اليها هربا من قسوة الايام وتلون البشر ، يا ليتني استطيع ان ابقي هناك اكثر ، يا ليتني يتوقف بي الزمان عند هذه الفترة ولا يتحرك بعدها ، لكن للاسف الزمن لا ينتظر أحد ، افيق من خيالاتي واخرج من ذكرياتي بواقعي المرير المؤلم ، ينهش بأظفاره في قلبي ، يجعل قلبي يتقن القسوة ، يتجاوز البراءة والصفاء ويتلوث بمشاعر مادية جافة تجعله أقرب الي اللا انسان ، كم اشتاق الي النقاء كم اشتاق الي براءة الطفولة وبساطتها ، لم يكن قلبي الصغير يحمل ألاما واحزانا وشجونا كما هو الان ، كنت استيقظ من نومي وانا احلم بالانطلاق واللعب والمرح والبهجة ، ابدأ يومي بالفرحة والتفاؤل بقضاء يوم سعيد يضاف الي عمري القصير ، الان ا نقلب الوضع ، اهرب الي النوم لانفصل عن واقعي واحزاني ، اجد في النوم راحة لأنه يغيب عقلي ويمنعني عن التفكير الذي يفتك بي ، هل تذكرين ذهابنا للبحر الذي كان قريبا من منزلنا ، كم بنينا علي الشاطيء قلاعا وقصورا من رمال ، كنا نحزن عندما تأتي الامواج لتهدمها ونعيد بناءها ونجعلها أكثر قوة ، الان يا عزيزتي اصبحت امواج الزمن اقوي منا ، ترغمنا علي الانحناء، ونحاول تحديها بلا جدوي ، هل صرنا أكثر ضعفا من ذي قبل مع ان العقل يقول اننا الان اكثر قوة ، ابحثي عني وسأبحث عنكي ،و لنبحث عن أنفسنا ، فربما يوما نجد انفسنا
ربما !